اهتمام دولي متعاظم بالحدود الجنوبية: تحذيرات بالجملة لتل ابيب.. هل تفيد؟

وال-يتعاظم الاهتمام الدولي بالوضع العسكري اللبناني - الاسرائيلي. بعد جولة مبعوث الرئيس الأميركي اموس هوكشتاين، على كل من تل ابيب وبيروت فتل ابيب مجددا، وغداة ابلاغ لندن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الخميس، باستعدادها للتوسط بين لبنان وإسرائيل لتفادي سيناريو الحرب... حذر الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش من "غزة جديدة" في لبنان. في الموازاة، أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس امس "أننا نعمل مع شركائنا على خفض التصعيد في جنوب لبنان وهذا سبب آخر لوقف الحرب في غزة" وقال "حذّرنا مراراً من التصعيد عند الحدود اللبنانية – الإسرائيلية"، مشددا على أن "لا يمكن السماح باتساع دائرة العنف في الشرق الأوسط". في الاطار ذاته، تستعد وزيرة الخارجية الالمانية لزيارة اسرائيل فلبنان، الاسبوع المقبل.

هذا دوليا. أما عربيا، فالاهتمام ذاته موجود. فقد أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي امس عن القلق البالغ جراء التصعيد العسكري في لبنان. وفي بيان مسهب خُصص للواقع اللبناني، بما يدل على مدى اهتمام الخليجيين به، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، دعا البديوي "كافة الأطراف المعنية للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحرب وتداعياتها. وأدان إعلان قوات الاحتلال الإسرائيلية عن إقرار خطة لشن هجوم على لبنان، مشدداً على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 الداعي لوقف كافة العمليات العسكرية في لبنان. وأكد الأمين العام لمجلس التعاون ضرورة الامتثال لقرار مجلس الأمن رقم 2735 الصادر في 10 حزيران الجاري بشأن ايقاف إطلاق النار وإنهاء كافة الأعمال العسكرية في قطاع غزة. كما أكد موقف مجلس التعاون لدول الخليج العربية الثابت تجاه لبنان وفقا لما أقره المجلس الأعلى في دورته الـ44 (كانون الأول 2023 – الدوحة) بشأن وقوف مجلس التعاون مع الشعب اللبناني الشقيق ودعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه.

ايضا، حضرت المستجدات العسكرية، في لقاء امس جمع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب بالسفير الفرنسي هيرفيه ماغرو والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت والسفيرة الاميركية ليزا جونسون. وأكد خلال هذه اللقاءات على موقف لبنان الثابت بالمطالبة بالتطبيق الكامل والشامل للقرار ١٧٠١ (٢٠٠٦). كما على ضرورة اعتماد مقاربة جديدة أكثر فعالية.

هذه المعطيات كلّها، وفق المصادر، مقلقة لكنها في الوقت ذاته، مُطمئنة نوعا ما. فهي من جهة، تؤشر الى مدى جدية التهديدات الاسرائيلية بشن حرب كبرى على لبنان، والى مدى تفلّت رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من اي ضوابط، الا انها في المقابل، مِن شأنها ان تخلق حزام امان كبيرا وفعليا حول لبنان وان تُرسي توازنا حقيقيا مع تهوّر الحكومة العبرية، اذ ان هذا الاجماع الغربي – العربي، يدلّ على ان التعاطي مع تل ابيب، في حال قررت ان تدير ظهرها للتنبيهات والتحذيرات، سيتبدّل، وسيضعها في عزلة شبه شاملة، هذه المرة، ولن يبقى الى جانبها احد، حتى واشنطن اقرب حلفائها. صحيح انها لم تتعاون مع النداءات العالمية في شأن غزة، الا ان "فتحَها على حسابها" في موضوع لبنان وحزب الله ايضا، ستكون له عواقب وخيمة، وبالتالي عليها ان تفكّر مرتين قبل خطوة من هذا القبيل. هذه هي الرسالة الدولية الموحَّدة الموجّهة لاسرائيل.. فهل تنفع؟

لارا يزبك
المركزية