الجميّل: "ما حسّوا بالسخن بعد"!
وال-شكّل اللقاء بين رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل والنائب فيصل كرامي «علامة فارقة» على الساحة السياسية، باعتبار أن هوّة واسعة تفصل بينهما على مستوى الخيارات الاستراتيجية، لكن يبدو أنّ مصيبة الأزمة الاقتصادية - المالية جمعتهما في هذا التوقيت، فكان اجتماع الصيفي تحت سقف التحسّب للآتي.
يلتقي الجميل وكرامي في هذه المرحلة عند معارضة نهج الطبقة الحاكمة والتحذير من تداعياته المتدحرجة، وبالتالي يصح إدراج لقاء الصيفي ضمن خانة التقاطع الموضعي بين شخصيتين معارضتين تدركان أنّ «العزف المنفرد» لا يوصل الصوت كما يجب، وأنّ هناك ضرورة لحد أدنى من التشاور، وربما التعاون، لتحسين شروط المعارضة وتفعيل دورها في مواجهة سياسات السلطة.
ويقول الجميل لـ»الجمهورية» إنه حريص على إبقاء الجسور ممدودة مع كل القوى والشخصيات، «حتى تلك التي نختلف وإياها في السياسة.» ويتابع: المهم، ان يكون هناك احترام متبادل، ولو على قاعدة الاختلاف، وبعد ذلك فإنّ كل من يزورنا يكون قد أتى الى منزله، سواء أكان يوافقنا أو يخالفنا الرأي.
ويلفت الى وجود مواقف مشتركة مع النائب فيصل كرامي، وأخرى متباعدة،»ونحن لدينا القدرة والارادة لمحاورة أصحاب الرأي الآخر سعياً الى تقليص مساحة التباين وتعزيز الالتقاء على القواسم المشتركة»، مشدداً على أنّ «الحوار طبيعي وضروي بالنسبة الينا، ويجب ألّا نتهرب أو نتخوف منه، ما دمنا لسنا في وارد أن نساوم على مبادئنا وقناعاتنا».
ويشير الجميل الى أنّ «النائب كرامي ليس راضياً على سلوك السلطة، وأنا كذلك، ما يشكّل مساحة تقاطع يمكن البناء عليها والانطلاق منها في هذه المرحلة الصعبة التي يمر فيها لبنان»، موضحاً «سبق لنا، نحن وكرامي، أن وقّعنا سوياً على أكثر من طعن دستوري في بعض القوانين، ما يُبيّن أنّ هناك تناغماً في مقاربة عدد من المسائل الداخلية».
ولا يخفي الجميل استغرابه الشديد لنمط تعامل السلطة مع الازمة الاقتصادية - المالية المستفحلة، متسائلاً: منذ تفاقمت الأزمة خلال الاسابيع الاخيرة وتلاحقت تداعياتها بأشكال مختلفة، كيف تصرفت السلطة؟ وماذا فعلت؟ اين الاستنفار الرسمي لمواجهة الوضع المستجد؟ وأين الاجتماعات المكثفة ليلاً ونهاراً للمعالجة؟ واين القرارات الاصلاحية الملحة والعاجلة؟ وأين المواكبة التشريعية اللازمة؟
ويضيف: للاسف، لا شيء جوهرياً تغيّر في تصرفات المعنيين الذين يديرون الدولة. يبدو «انّو ما حدا حس بالسخن بعد»، على الرغم من كل الغليان الاجتماعي!
وينصح الجميل المسؤولين بعدم الاستمرار في الرهان على أنّ تحركات الشارع ستبقى محدودة ومتواضعة، وبعدم الافتراض أنّ «عيّنات» الاحتجاج الشعبي يمكن استخدامها لخدمة اجندات سياسية خاصة بدل الاتعاظ بدلالاتها واعتبارها جرس إنذار، محذراً من أنه في لحظة ما، «قد يقع ما ليس في حسبان المكابرين، إن لم يتم تدارك المأزق الاقتصادي - المالي قبل فوات الاوان».
وينبّه الى أنّ الخطأ في الحسابات سيكون مكلفاً، «ولا نعلم متى يمكن ان ينفجر غضب الناس الذي لا يزال بركاناً كامناً، ومتى يمكن ان تمتلئ الشوارع بالناقمين على الواقع المترهل الذي يرزحون تحت أثقاله وأعبائه، وأظن اننا سنصل الى هذا اليوم عاجلاً أم آجلاً إذا استمر الوضع بالتفاقم».
ويعتبر الجميل أنّ «الأفضل للممسكين بالسلطة أن يكفّوا عن رهاناتهم وأن يتوقفوا عن التلهي بنا كمعارضين أو ببعضهم بعضاً، بحيث يستفيدون من مهلة الوقت القليل المتبقي قبل حصول الأسوأ، لبذل أقصى الجهود وفعل المستحيل من أجل منع الانهيار الشامل وتحقيق الانقاذ، وإلّا فإنّ مصير لبنان سيكون قاتماً إذا أكملوا على هذا المنوال من الاستخفاف المتواصل بالمخاطر الداهمة».
ويلفت الى أنّ المطلوب للخروج من النفق أصبح معروفاً، «ولا نحتاج الى اختراع البارود في هذا المجال»، هم يعطون بعضهم بعضاً دروساً في الإصلاح المفترض، والمجتمع الدولي قال لهم ما يتوجب عليهم فعله، ونحن كذلك، وبالتالي التدابير الضرورية الواجب اتخاذها صارت واضحة، والجميع يعرفها جيداً، لذلك فإنّ المسألة مسألة قرار، وتتوقف على ما إذا كانت السلطة مستعدة لمباشرة الإصلاح الحقيقي أم لا».
ويلاحظ أنّ «السلطة لا تبدو بعد جاهزة لخوض هذا التحدي جدياً، ولا توحي أنّ لديها الاستعداد الحقيقي لتحمّل مسؤولياتها واعتماد الخيارات الانقاذية التي لم يعد من الجائز تأجيلها، وهذا ما يدفعنا الى مطالبتها بأن ترحل وتخلي مكانها لمن يستطيع اتخاذ القرارات الشجاعة من دون أن يتأثر بأي حسابات ضيقة أو مصالح شخصية. إما أن يبادروا الى المعالجة الفورية وفق الشروط المطلوبة، وإما أن يرحلوا.
وكيف يرد رئيس «الكتائب» على «اللطشات» التي وجهها اليه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من كندا؟ يصمت الجميل برهة، ثم يجيب مبتسماً: لن أرد عليه.. «كل شيء في وقته حلو».
عماد مرمل-الجمهورية
يلتقي الجميل وكرامي في هذه المرحلة عند معارضة نهج الطبقة الحاكمة والتحذير من تداعياته المتدحرجة، وبالتالي يصح إدراج لقاء الصيفي ضمن خانة التقاطع الموضعي بين شخصيتين معارضتين تدركان أنّ «العزف المنفرد» لا يوصل الصوت كما يجب، وأنّ هناك ضرورة لحد أدنى من التشاور، وربما التعاون، لتحسين شروط المعارضة وتفعيل دورها في مواجهة سياسات السلطة.
ويقول الجميل لـ»الجمهورية» إنه حريص على إبقاء الجسور ممدودة مع كل القوى والشخصيات، «حتى تلك التي نختلف وإياها في السياسة.» ويتابع: المهم، ان يكون هناك احترام متبادل، ولو على قاعدة الاختلاف، وبعد ذلك فإنّ كل من يزورنا يكون قد أتى الى منزله، سواء أكان يوافقنا أو يخالفنا الرأي.
ويلفت الى وجود مواقف مشتركة مع النائب فيصل كرامي، وأخرى متباعدة،»ونحن لدينا القدرة والارادة لمحاورة أصحاب الرأي الآخر سعياً الى تقليص مساحة التباين وتعزيز الالتقاء على القواسم المشتركة»، مشدداً على أنّ «الحوار طبيعي وضروي بالنسبة الينا، ويجب ألّا نتهرب أو نتخوف منه، ما دمنا لسنا في وارد أن نساوم على مبادئنا وقناعاتنا».
ويشير الجميل الى أنّ «النائب كرامي ليس راضياً على سلوك السلطة، وأنا كذلك، ما يشكّل مساحة تقاطع يمكن البناء عليها والانطلاق منها في هذه المرحلة الصعبة التي يمر فيها لبنان»، موضحاً «سبق لنا، نحن وكرامي، أن وقّعنا سوياً على أكثر من طعن دستوري في بعض القوانين، ما يُبيّن أنّ هناك تناغماً في مقاربة عدد من المسائل الداخلية».
ولا يخفي الجميل استغرابه الشديد لنمط تعامل السلطة مع الازمة الاقتصادية - المالية المستفحلة، متسائلاً: منذ تفاقمت الأزمة خلال الاسابيع الاخيرة وتلاحقت تداعياتها بأشكال مختلفة، كيف تصرفت السلطة؟ وماذا فعلت؟ اين الاستنفار الرسمي لمواجهة الوضع المستجد؟ وأين الاجتماعات المكثفة ليلاً ونهاراً للمعالجة؟ واين القرارات الاصلاحية الملحة والعاجلة؟ وأين المواكبة التشريعية اللازمة؟
ويضيف: للاسف، لا شيء جوهرياً تغيّر في تصرفات المعنيين الذين يديرون الدولة. يبدو «انّو ما حدا حس بالسخن بعد»، على الرغم من كل الغليان الاجتماعي!
وينصح الجميل المسؤولين بعدم الاستمرار في الرهان على أنّ تحركات الشارع ستبقى محدودة ومتواضعة، وبعدم الافتراض أنّ «عيّنات» الاحتجاج الشعبي يمكن استخدامها لخدمة اجندات سياسية خاصة بدل الاتعاظ بدلالاتها واعتبارها جرس إنذار، محذراً من أنه في لحظة ما، «قد يقع ما ليس في حسبان المكابرين، إن لم يتم تدارك المأزق الاقتصادي - المالي قبل فوات الاوان».
وينبّه الى أنّ الخطأ في الحسابات سيكون مكلفاً، «ولا نعلم متى يمكن ان ينفجر غضب الناس الذي لا يزال بركاناً كامناً، ومتى يمكن ان تمتلئ الشوارع بالناقمين على الواقع المترهل الذي يرزحون تحت أثقاله وأعبائه، وأظن اننا سنصل الى هذا اليوم عاجلاً أم آجلاً إذا استمر الوضع بالتفاقم».
ويعتبر الجميل أنّ «الأفضل للممسكين بالسلطة أن يكفّوا عن رهاناتهم وأن يتوقفوا عن التلهي بنا كمعارضين أو ببعضهم بعضاً، بحيث يستفيدون من مهلة الوقت القليل المتبقي قبل حصول الأسوأ، لبذل أقصى الجهود وفعل المستحيل من أجل منع الانهيار الشامل وتحقيق الانقاذ، وإلّا فإنّ مصير لبنان سيكون قاتماً إذا أكملوا على هذا المنوال من الاستخفاف المتواصل بالمخاطر الداهمة».
ويلفت الى أنّ المطلوب للخروج من النفق أصبح معروفاً، «ولا نحتاج الى اختراع البارود في هذا المجال»، هم يعطون بعضهم بعضاً دروساً في الإصلاح المفترض، والمجتمع الدولي قال لهم ما يتوجب عليهم فعله، ونحن كذلك، وبالتالي التدابير الضرورية الواجب اتخاذها صارت واضحة، والجميع يعرفها جيداً، لذلك فإنّ المسألة مسألة قرار، وتتوقف على ما إذا كانت السلطة مستعدة لمباشرة الإصلاح الحقيقي أم لا».
ويلاحظ أنّ «السلطة لا تبدو بعد جاهزة لخوض هذا التحدي جدياً، ولا توحي أنّ لديها الاستعداد الحقيقي لتحمّل مسؤولياتها واعتماد الخيارات الانقاذية التي لم يعد من الجائز تأجيلها، وهذا ما يدفعنا الى مطالبتها بأن ترحل وتخلي مكانها لمن يستطيع اتخاذ القرارات الشجاعة من دون أن يتأثر بأي حسابات ضيقة أو مصالح شخصية. إما أن يبادروا الى المعالجة الفورية وفق الشروط المطلوبة، وإما أن يرحلوا.
وكيف يرد رئيس «الكتائب» على «اللطشات» التي وجهها اليه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من كندا؟ يصمت الجميل برهة، ثم يجيب مبتسماً: لن أرد عليه.. «كل شيء في وقته حلو».
عماد مرمل-الجمهورية