هذا ما قاله الشعار في رسالة بمناسبة بدء العام الهجري الجديد
وال- وجه مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار رسالة بمناسبة بدء العام الهجري الجديد إستهلها قائلا: "إبتداء أتوجه بالتهنئة العامة إلى العالم كله بأن يكون العام الهجري الجديد عام أمن وسلام وعام خير وبركة يعم العالم كله، لأن الإسلام دين الرحمة إلى العالمين، وأخص العالم العربي والإسلامي بالتهنئة، كذلك لما يستقر في قلوبهم وأذهانهم من دروس وعبر وقيم تستقى من حدث الهجرة المجيدة التي كانت بداية لتوقيت المسلمين الهجري الذي إرتبط بالهجرة المجيدة، التي هي إنتقال من مكة إلى المدينة، مكة "ام القرى" حيث كانت ولادة النبي وكانت نشأته وحياته الأولى وهو إبن مكة وإبن أهم قبائلها قريش، وهو الذي يعود نسبه إلى أرومة متجذرة في التاريخ، هذا النبي الذي إشتهر بين قومه بالصادق الوعد الأمين، وهو الذي كان مستودع أمانات العرب، فكانوا يضعون عنده أماناتهم وأموالهم لشدة حرصه ودقة أمانته".
أضاف: "هذا النبي عندما بعث وأعلن لأهل مكة بعد ان نادى كل قبيلة بإسمها فقال لهم ما تقولون لو أني ذكرت لكم ان خيلا من وراء هذا الجبل قادمة إليكم أكنتم مصدقين ؟ قالوا والله ما جربنا عليك كذبا. ومن بعد ما إستنطقهم وأعلنوا بإقرارهم صدقه ودقة كلامه، قال لهم "إني رسول الله إليكم جميعا" وبدأت المفاصلة والمواجهة وبدأ التصادم بينهم وبينه وكان يتقبل كل ذلك برباطة جأش وسعة قلب ورحمة وكان يعتبر أنها فترة ستمر وأن نور الإسلام سيشرق في قلوبهم وعقولهم، ولكنه عبثا كان يحاول ويكرر".
وتابع: "مضت الأيام والأعوام ثلاثة عشر عاما مضت ولم يؤمن معه الا القليل القليل، ومع هذا لم يضعف ولم يتراجع ولم يغير ولم يبدل ولم يداهن، إصرار على دعوة قومه إلى كلمة التوحيد ونبذ الوثنية وعبادة الأصنام، وحرص على إستيعابهم في كنف الإسلام وسماحته، لكن البيئة القبلية التي كانت تعتز وتفاخر بتاريخها وبإبائها وقبائلها كانت تأبى أن يلين موقفها او أن تتجاوب مع النبي، فبدأت المقاومة تترجم إلى إيذاء عملي وإلى سخرية رغم ان التكذيب والإتهام فيه من الأذى ما لا يخفى على أحد، ولكنهم إنتقلوا إلى لون جديد من الأذى العملي ولما لم يفد أو يثمر كل أنواع الأذى إتفقوا ذات يوم على مقاطعته مع كل من آمن به وبدعوته وعلقوا إتفاق المقاطعة ذلك على ستار الكعبة".
وقال الشعار: "مضت سنوات ثلاث والمقاطعة والحصار الإقتصادي يشتد ويزداد يوما بعد يوم ومحمد عليه الصلاة والسلام كان كما عرفته البشرية كلها رابط الجأش حسن الخلق لين الجانب شديد الحرص على أن لا يواجه قومه إلا بالرفق واللين وكلمة التوحيد، إلا ان المجتمع القبلي لم تكن عنده مساحة حتى لحرية الفكر والمعتقد التي كان محمد يدعو إليها، لذلك إتسعت دائرة السوء والأذى له ولكل من آمن معه، ولما لم يفد كل ذلك إجتمعت قبائل العرب في "دار الندوة" من أجل التفكير للخلاص من محمد ودعوته".
وأردف قائلا: "فكان الرأي الذي إستقر عليه التوافق ان يقتل محمد بطريقة بشعة يتفرق دمه بين سائر القبائل حتى لا يتمكن بنو عبد المطلب او قريش من مقاومة ومحاربة بقية القبائل، لذلك عمدوا على إختيار شاب أو إثنين من كل قبيلة وإجتمع هؤلاء حول دارته، وأدرك الوحي محمدا فجاء الإذن بالهجرة وقام النبي بكل ما يستلزم الهجرة من تخطيط وأخذ بالأسباب وإهتمام وعناية بهذه الرحلة التي أراد أن يعمي فيها معرفة قريش في وجهته التي يريد ان يصلها".
وتابع: "هنا أريد أن أدندن حول أمرين، أن هؤلاء الفتية الذين كانوا يمثلون قبائل العرب والذين إجتمعوا حول دارته، وكانوا يتعاقبون في النظر من بعض شقوق الباب إلى داخل الحجرة ليتمكنوا أن محمدا لا زال في الداخل، لم يتجرؤوا على خلع الباب لأن العرب رغم الجاهلية كانوا يعتبرون ويقدسون حرمة البيت والمنزل فلم يداهموه ولم يدخلوا إليه".
وقال: "اما الأمر الثاني فإن النبي الذي إجتمع العرب وقبائل مكة لقتله كان يفكر بكل الأسباب التي توصله إلى بر الأمان إلى "المدينة" ومع ذلك كان يفكر كيف يرد الودائع والأمانات إلى أصحابها، رغم أنه يعلم أن من هاجر من قومه من مكة إلى المدينة قد ترك ماله وتجارته ودارته، فلم يسمح لنفسه أن يضع اليد على الأمانات والودائع بحجة ردة فعل حتى يعوض على أصحابه ما إفتقدوه، وهذا نموذج قل نظيره في العالم أو ربما يكون النموذج الوحيد والفريد او اليتيم الذي يتعالى فيه صاحب الحق عن كل معاني ردات الفعل والأخذ بالثأر أو الإنتقام من الآخرين".
وتابع الشعار: "هكذا إنتقل النبي من مكة إلى المدينة، ثلاثة عشر عاما كانت مشحونة ومليئة بالمقاطعة والسخرية والأذى والإيذاء حتى توصلوا إلى القتل، واللافت أن النبي لم يجد اليأس طريقا إليه وإنما كان ينظر إلى مستقبل الإسلام وإلى الغد المشرق الذي تعلو فيه راية الحق والتوحيد عالية خفاقة".
وقال: "لا بد ان أشير إلى أمرين آخرين بأن الهجرة من مكة إلى المدينة كانت مرحلة لدرء فتنة أهلية داخلية في مكة، فلو قدر لمحمد ان يستمر في مكة، لكان ذلك يعني أن حربا أهلية ستنشأ بين قبائل العرب في مكة وبينه مع قومه وكانت الهجرة تدرأ تلكم الحرب الأهلية او التصادم بين أبناء البلد الواحد، أما الأمر الآخر فإن الذي أريد ان ألفت النظر إليه أن محمدا عندما إنتقل من مكة إلى المدينة كانت الهجرة بمثابة تغيير الموقع دون تغيير الموقف، فالدعوة هي هي والدعوة إلى الإسلام لم تتغير ومواقف محمد العكس تماما كانت أكثر صلابة وأكثر إتساعا وبدأت دعوة الإسلام تتنامى يوما بعد يوم".
وأضاف: "هنا لا بد من التأكيد على أن الدنيا مهما ضاقت وأن الباطل مهما فجر وأن أهل الكفر والوثنية والباطل مهما إجتمعوا، فلن يدحروا الحق ولن ينالوا منه بأذى، إن الإسلام هو دين الله الذي لا يمكن له إلا ان يكون الأعلى والأقوى وهو المهيمن، وبالتالي هو الذي يسع العالم كله ولا يمكن أن يتأتى كل ذلك إلا إذا كان الداعية أو المسلم لصيقا بقيم الإسلام وسماحة الإسلام، وسيد من عبر عن تلكم القيم هو رسول الله، ولذلك كان إماما للأنبياء وخاتما للمرسلين".
وأردف قائلا: "الهجرة من مكة إلى المدينة منعطف أساسي وتاريخي، ولذلك إستحقت ان يرتبط بها التقويم الهجري كأنها كانت بداية ولادة الأمة والدولة والوجود لأمة الإسلام، أما عن "المدينة "وما حدث فيها فذلك شرح طويل يبتدىء بحسن الإسقبال من أهل المدينة إلى محمد ثم بغرس مداميك أسس الدولة والمجتمع من بناء المسجد وتحقيق الأخوة وكتابة الميثاق أو الدستور الذي ينظم العلاقة بين أبناء المدينة الواحدة وبينها وبين أهل الجوار ممن حولها".
أضاف: "هذا النبي عندما بعث وأعلن لأهل مكة بعد ان نادى كل قبيلة بإسمها فقال لهم ما تقولون لو أني ذكرت لكم ان خيلا من وراء هذا الجبل قادمة إليكم أكنتم مصدقين ؟ قالوا والله ما جربنا عليك كذبا. ومن بعد ما إستنطقهم وأعلنوا بإقرارهم صدقه ودقة كلامه، قال لهم "إني رسول الله إليكم جميعا" وبدأت المفاصلة والمواجهة وبدأ التصادم بينهم وبينه وكان يتقبل كل ذلك برباطة جأش وسعة قلب ورحمة وكان يعتبر أنها فترة ستمر وأن نور الإسلام سيشرق في قلوبهم وعقولهم، ولكنه عبثا كان يحاول ويكرر".
وتابع: "مضت الأيام والأعوام ثلاثة عشر عاما مضت ولم يؤمن معه الا القليل القليل، ومع هذا لم يضعف ولم يتراجع ولم يغير ولم يبدل ولم يداهن، إصرار على دعوة قومه إلى كلمة التوحيد ونبذ الوثنية وعبادة الأصنام، وحرص على إستيعابهم في كنف الإسلام وسماحته، لكن البيئة القبلية التي كانت تعتز وتفاخر بتاريخها وبإبائها وقبائلها كانت تأبى أن يلين موقفها او أن تتجاوب مع النبي، فبدأت المقاومة تترجم إلى إيذاء عملي وإلى سخرية رغم ان التكذيب والإتهام فيه من الأذى ما لا يخفى على أحد، ولكنهم إنتقلوا إلى لون جديد من الأذى العملي ولما لم يفد أو يثمر كل أنواع الأذى إتفقوا ذات يوم على مقاطعته مع كل من آمن به وبدعوته وعلقوا إتفاق المقاطعة ذلك على ستار الكعبة".
وقال الشعار: "مضت سنوات ثلاث والمقاطعة والحصار الإقتصادي يشتد ويزداد يوما بعد يوم ومحمد عليه الصلاة والسلام كان كما عرفته البشرية كلها رابط الجأش حسن الخلق لين الجانب شديد الحرص على أن لا يواجه قومه إلا بالرفق واللين وكلمة التوحيد، إلا ان المجتمع القبلي لم تكن عنده مساحة حتى لحرية الفكر والمعتقد التي كان محمد يدعو إليها، لذلك إتسعت دائرة السوء والأذى له ولكل من آمن معه، ولما لم يفد كل ذلك إجتمعت قبائل العرب في "دار الندوة" من أجل التفكير للخلاص من محمد ودعوته".
وأردف قائلا: "فكان الرأي الذي إستقر عليه التوافق ان يقتل محمد بطريقة بشعة يتفرق دمه بين سائر القبائل حتى لا يتمكن بنو عبد المطلب او قريش من مقاومة ومحاربة بقية القبائل، لذلك عمدوا على إختيار شاب أو إثنين من كل قبيلة وإجتمع هؤلاء حول دارته، وأدرك الوحي محمدا فجاء الإذن بالهجرة وقام النبي بكل ما يستلزم الهجرة من تخطيط وأخذ بالأسباب وإهتمام وعناية بهذه الرحلة التي أراد أن يعمي فيها معرفة قريش في وجهته التي يريد ان يصلها".
وتابع: "هنا أريد أن أدندن حول أمرين، أن هؤلاء الفتية الذين كانوا يمثلون قبائل العرب والذين إجتمعوا حول دارته، وكانوا يتعاقبون في النظر من بعض شقوق الباب إلى داخل الحجرة ليتمكنوا أن محمدا لا زال في الداخل، لم يتجرؤوا على خلع الباب لأن العرب رغم الجاهلية كانوا يعتبرون ويقدسون حرمة البيت والمنزل فلم يداهموه ولم يدخلوا إليه".
وقال: "اما الأمر الثاني فإن النبي الذي إجتمع العرب وقبائل مكة لقتله كان يفكر بكل الأسباب التي توصله إلى بر الأمان إلى "المدينة" ومع ذلك كان يفكر كيف يرد الودائع والأمانات إلى أصحابها، رغم أنه يعلم أن من هاجر من قومه من مكة إلى المدينة قد ترك ماله وتجارته ودارته، فلم يسمح لنفسه أن يضع اليد على الأمانات والودائع بحجة ردة فعل حتى يعوض على أصحابه ما إفتقدوه، وهذا نموذج قل نظيره في العالم أو ربما يكون النموذج الوحيد والفريد او اليتيم الذي يتعالى فيه صاحب الحق عن كل معاني ردات الفعل والأخذ بالثأر أو الإنتقام من الآخرين".
وتابع الشعار: "هكذا إنتقل النبي من مكة إلى المدينة، ثلاثة عشر عاما كانت مشحونة ومليئة بالمقاطعة والسخرية والأذى والإيذاء حتى توصلوا إلى القتل، واللافت أن النبي لم يجد اليأس طريقا إليه وإنما كان ينظر إلى مستقبل الإسلام وإلى الغد المشرق الذي تعلو فيه راية الحق والتوحيد عالية خفاقة".
وقال: "لا بد ان أشير إلى أمرين آخرين بأن الهجرة من مكة إلى المدينة كانت مرحلة لدرء فتنة أهلية داخلية في مكة، فلو قدر لمحمد ان يستمر في مكة، لكان ذلك يعني أن حربا أهلية ستنشأ بين قبائل العرب في مكة وبينه مع قومه وكانت الهجرة تدرأ تلكم الحرب الأهلية او التصادم بين أبناء البلد الواحد، أما الأمر الآخر فإن الذي أريد ان ألفت النظر إليه أن محمدا عندما إنتقل من مكة إلى المدينة كانت الهجرة بمثابة تغيير الموقع دون تغيير الموقف، فالدعوة هي هي والدعوة إلى الإسلام لم تتغير ومواقف محمد العكس تماما كانت أكثر صلابة وأكثر إتساعا وبدأت دعوة الإسلام تتنامى يوما بعد يوم".
وأضاف: "هنا لا بد من التأكيد على أن الدنيا مهما ضاقت وأن الباطل مهما فجر وأن أهل الكفر والوثنية والباطل مهما إجتمعوا، فلن يدحروا الحق ولن ينالوا منه بأذى، إن الإسلام هو دين الله الذي لا يمكن له إلا ان يكون الأعلى والأقوى وهو المهيمن، وبالتالي هو الذي يسع العالم كله ولا يمكن أن يتأتى كل ذلك إلا إذا كان الداعية أو المسلم لصيقا بقيم الإسلام وسماحة الإسلام، وسيد من عبر عن تلكم القيم هو رسول الله، ولذلك كان إماما للأنبياء وخاتما للمرسلين".
وأردف قائلا: "الهجرة من مكة إلى المدينة منعطف أساسي وتاريخي، ولذلك إستحقت ان يرتبط بها التقويم الهجري كأنها كانت بداية ولادة الأمة والدولة والوجود لأمة الإسلام، أما عن "المدينة "وما حدث فيها فذلك شرح طويل يبتدىء بحسن الإسقبال من أهل المدينة إلى محمد ثم بغرس مداميك أسس الدولة والمجتمع من بناء المسجد وتحقيق الأخوة وكتابة الميثاق أو الدستور الذي ينظم العلاقة بين أبناء المدينة الواحدة وبينها وبين أهل الجوار ممن حولها".