عتب محبّ على بعبدا ولم يكن يتوقع ان الحصار الاميركي على ايران ممتد على الحكومة
وال- كتبت "الديار" تقول : سماحة السيد حسن نصرالله قائد المقاومة وامين عام حزب الله يلتزم الصمت العميق والبليغ والذي له دلالات كثيرة حتى فيه مرارة من موقف بعض الحلفاء القريبين والمسؤولين، وربما مرارة وعتب على بعبدا، ومن المعايير التي تم وضعها ان كل 4 نواب لهم وزيراً، فيما 6 نواب من وزراء الطائفة السنيّة الكريمة لا يحق تمثيلهم بوزير سنّي، والسبب انهم ترشحوا على لوائح كتل نيابية، ولو كانوا فيها سابقا وينتمون اليها، لكنهم انشأوا اللقاء التشاوري، فاذا بالامور تصل الى موقف المتفرّج من قبل رئيس الجمهورية، حتى الوصول الى توزير وزير هو الاستاذ جواد عدرا الذي لا علاقة له باللقاء التشاوري وضمه الى كتلة التيار او كتلة الرئيس والغاء وجود اللقاء التشاوري ككتلة سنية مستقلة مؤلفة من ستة نواب ومدعومة من النائب اسامة سعد ولو ان النائب اسامة سعد يقول انه لا يريد الدخول في لقاءات مذهبية، لكن في العمق هو اقرب اليهم وطنيا ونضاليا الى اللقاء التشاوري من اي طرف اخر.
لماذا يرفض الحريري تمثيل اللقاء التشاوري؟
سماحة السيد حسن نصرالله انا لا اعرف شيئا عن موقفك، ولم التق اي مسؤول في حزب الله وسمحت لنفسي كرئيس تحرير جريدة ان أحلل، فان اخطأت فليس عندي سوء نية، وان كان تحليلي له مقوّمات صحيحة فتكون نظرتي الى الامور صائبة وعندها والحمدلله اكون قد توفقت في كتابة المقال الرئيسي في جريدة الديار.
انا اعتقد كشارل ايوب، ان سماحة السيد حسن نصرالله عاتب على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وان على رئيس الجمهورية ان يطلب من رئيس الحكومة تشكيل الحكومة وتمثيل اللقاء التشاوري بوزير سنّي، او من يختاره اللقاء التشاوري وزيرا ممثلا عنه، ولو كان من خارج اعضائه الـستة، وان يطلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كونه الموقع الاخير على مرسوم تشكيل الحكومة من الرئيس المكلف الرئيس سعد الحريري الذي من واجبه في مهمة تشكيل الحكومة ان يكون على تنسيق تام مع الرئيس عون لانهما الاثنان يوقعان مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة، وان الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله ينتظر من رئيس الجمهورية ان يقول للرئيس المكلف يجب ان نطبق الاعراف الدستورية وليست المزاجية، اي ان نقرر ان النائب عبد الرحيم مراد هو في الكتلة الفلانية، وان جهاد الصمد قريب من حزب الله وان فيصل عمر كرامي قريب من حزب الله، فيما سنّة طرابلس انتخبوا فيصل عمر كرامي وهو ابن الرئيس عمر كرامي وابن شقيق الشهيد الرئيس رشيد كرامي، ولم يأت باصوات شيعية ولا اصوات جبل محسن، والنائب جهاد الصمد انتخبه سنّة الضنية وسنّة الضنية هم في صميم السنّة النبوية الكريمة ومتعلقون بالقرآن الكريم وبدينهم، وانتخبوا ممثلهم النائب جهاد الصمد، ومع ذلك لا يتم اعتبار النائب جهاد الصمد نائبا سنّيا صحيحا، ولا الوزير السابق عبد الرحيم مراد ولا الوزير السابق والنائب فيصل عمر كرامي، ولا غيرهم، حتى تحديد موعد مع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة لم يتم حتى الان، ومن واجب الرئيس سعد الحريري الاجتماع بكل الكتل حتى لو اختلف معهم مرة اولى ومرة ثانية ومرة ثالثة والاستمرار في الحوار حتى الوصول الى حلول لان المهم تشكيل الحكومة، فاذا بنا امام رئيس حكومة مكلف يرفض استقبال اللقاء التشاوري في عملية احتقار لشخصيات سنيّة ستة، ذنبها لدى الرئيس سعد الحريري انها قريبة من خط المقاومة والممانعة وقريبة من حزب الله، وقريبة من الرئيس نبيه بري، فالوزير السابق عبد الرحيم مراد اقرب شخص الى الرئيس نبيه بري وصديقه الشخصي، ومع ذلك يرفض الرئيس المكلف اعطاء موعد للقاء التشاوري وهم صميم السنّة من الطائفة الكريمة، ولا يتدخل فخامة رئيس الجمهورية ويطلب من الرئيس المكلف سعد الحريري باسم اللياقة واحترام النواب واحترام ناخبيهم، لان الانتخابات كانت ديموقراطية وحرة ونزيهة وجاؤوا بأصوات ناخبيهم من الطائفة السنيّة الكريمة، فالنائب عدنان طرابلسي جاء الثاني بعد الرئيس الحريري بالاصوات التفضيلية، وفخامة رئيس الجمهورية لا يتدخل، وهو يعرف ان الذي وضع كل ثقله لوصول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الرئاسة، واوقف انتخابات الرئاسة في لبنان 29 شهراً مع انه لا يحق لحزب الله ان يوقف انتخابات رئاسة الجمهورية 29 شهرا، لكن حزب الله اعطى عهدا ووعدا وابقى رئاسة الجمهورية 29 شهرا اي سنتين وخمسة اشهر، دون انتخاب رئيس جمهورية حتى وصول فخامة الرئيس العماد ميشال عون، فهل هكذا تكون المبادلة بين فخامة الرئيس العماد ميشال عون تجاه سماحة السيد حسن نصرالله الذي وضع ثقله وثقل حزب الله وثقل المقاومة وثقل حلفاء المقاومة وثقل القوى السياسية التي هي قريبة من حزب الله، حتى ان سماحة السيد حسن نصرالله الذي تقدم منه الوزير سليمان فرنجية مرشحا لرئاسة الجمهورية وله تاييد من الرئيس بري والوزير وليد جنبلاط وكتل كثيرة وهو حليف جدا وقريب لحزب الله، ومن اقرب الحلفاء للرئيس بشار الاسد وصديقه الشخصي، وقال له سماحة السيد حسن نصرالله "اهلا بك، للوزير فرنجية مرشحا لرئاسة الجمهورية، لكن عليك ان تتشاور مع العماد ميشال عون، فاذا وافق على الانسحاب لك سنؤيدك وان لم يوافق فنحن ملتزمون بالعهد والوعد مع العماد ميشال عون"، وهكذا وصل العماد عون رئيسا للجمهورية في سن الـ 82 من العمر. فكيف لا يرد رئيس الجمهورية العماد عون الجميل لحزب الله بالطلب من الرئيس المكلف على الاقل استقبال اللقاء التشاوري احتراما وعدم التصرف باحتقار تجاه ستة نواب من الطائفة السنية الكريمة نالوا اصوات ناخبيهم من الطائفة الكريمة، والرئيس الحريري يعاقبهم كأن الحصار الاميركي على ايران يمتد الى الحصار على تاليف الحكومة، وممنوع على وزير سني قريب من خط المقاومة او له تاريخ وطني في هذا المجال ان يأتي وزيرا، فيما رئيس الجمهورية يتفرج على الموضوع ولا يتدخل وينسى ان حزب الله ابقى البلاد 29 شهرا دون رئيس للجمهورية من اجله كي يصل الى بعبدا والى قصر الرئاسة وهذا حلم العماد ميشال عون ان يصل الى رئاسة الجمهورية وحقق له الحلم حزب الله وحقق له الحلم بالذات شخص سماحة السيد حسن نصرالله واعلن في خطاب له سماحة السيد حسن نصرالله "انه حتى يوم القيامة لن تتشكل الحكومة دون تمثيل اللقاء التشاوري" فهل كلمة سماحة السيد حسن نصرالله وعهده انه حتى يوم القيامة لا قيمة لها عند فخامة الرئيس العماد ميشال عون ولا يتدخل رئيس الجمهورية في هذا الموضوع ويطلب رسميا من الرئيس المكلف الحريري تمثيل اللقاء التشاوري بوزير او يبلغ الحريري انه ان لم يتم تمثيل اللقاء التشاوري فالرئيس المكلف وفق الدستور حر في اجراء المشاورات وعمليات التشاور والتاليف وتشكيل الحكومة لكنه كرئيس جمهورية عليه ان يبلغ رئيس الحكومة ان اي مرسوم يرفعه الرئيس المكلف لتوقيعه من قبل رئيس الجمهورية وليس فيه وزير من اللقاء التشاوري لن يوقعه فخامة الرئيس العماد ميشال عون، وعندها كان الرئيس سعد الحريري سيعرف ان الامور اصبحت كبيرة وان انشقاقا حصل بين قصري بعبدا والسراي وبين الرئيسين عون والحريري وعندها يكون رئيس الجمهورية قد رد جزءا من الجميل والوفاء لموقف حزب الله ولـ 29 شهرا ابقى البلاد بفراغ رئاسي من اجل العماد ميشال عون ويعرف الرئيس الحريري ان رئيس الجمهورية لن يوقع اي مرسوم لاية حكومة ليس فيها ممثل اللقاء التشاوري وعندها سيتحمل الحريري مسؤولية عدم تشكيل الحكومة اما الان فالمسؤولية تقع على الحريري وتقع اكثر على رئيس الجمهورية لانه يقف ويتفرج على الموضوع ولا يتدخل في شكل حاسم ويطلب تمثيل اللقاء التشاوري او ممثلا عنهم بدلا من ان يقول، ان ما يتم طلبه خارج عن الاطر والاعراف الدستورية وتشكيل الحكومات كما قال فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
التظاهرات ستبدأ منتصف كانون الثاني
على كل حال ابتداء من 15 كانون الثاني ستبدأ التظاهرات في البلاد بقوة، لن يقبل الشعب اللبناني بغض النظر عن الخلاف بين الرئيس سعد الحريري واللقاء التشاوري وموقف فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المتفرج على الشلل وعدم تشكيل الحكومة والفراغ الحكومي في البلاد واقتصاد لبنان ينهار ووصل النمو الى الصفر وعلينا 100 مليار دولار ديونا فالشعب اللبناني لن يسكت ولم يعد يهمه لا الرئيس المكلف ولا اللقاء التشاوري ولا رئيس الجمهورية ولا مجلس النواب ولا الشخصيات، فالشعب اللبناني وصل الى ادنى حد من الفقر والى اصعب ظروف الحياة المعيشية، واما المؤسسات الدولية وعلى راسها البنك الدولي بدأوا بالتحضير لانذار لبنان رسميا، وكما قال مرة رئيس البنك الدولي عندما زار لبنان "ان لبنان باخرة مثقوبة في قعرها تتسرب المياه اليها وتكاد تغرق"، لكن البنك الدولي سيقول هذه المرة ان لبنان على شفير الافلاس، وسيطلب جدولة تسديد ثلث الدين العام الذي بلغ 100 مليار دولار والاتون من واشنطن يعرفون ماذا يقول المدراء الرئيسيون في البنك الدولي في شان الوضع الاقتصادي في لبنان، وكيف يتصرف المسؤولون والى اي حد وصل الفساد في لبنان، والى اي حد وصل هدر الاموال في لبنان، والى اي حد يزداد العجز في موازنة لبنان، والى اي حد لا يتم وضع موازنة لعام 2019 ، وبالتالي لا نعرف حجم العجز في الموازنة القادمة، وفي 6 او 7 شباط سيصدر بيان عن البنك الدولي في هذا المجال، ووفق مصادر موثوقة في البنك الدولي لنا علاقات معها واتصال دائم في شأن لبنان. ونشأت المعرفة من خلال زياراتنا الى واشنطن واللقاءات معهم، وعندما زاروا عدة مرات لبنان زاروا "الديار" وكانوا يطرحون علينا اسئلة كمراقبين صحافيين ونجيبهم الاجوبة الصحيحة ونشأت مصداقية لنا عندهم ولذلك باتوا يعلنون رأيهم بشفافية امامنا.
البلد ينهار والمسؤولون يتفرجون
لا كانت الحكومة ولا كان الرئيس المكلف ولا كانت رئاسة الجمهورية ولا كان كل هذا المجلس النيابي كله من الرئاسة الى كامل النواب ولا كانت كل مؤسسات الدولة من هيئة مجلس القضاء الاعلى والنيابة العامة التمييزية ونقابة المحامين ونقابات المهندسين ونقابات العمال والتفتيش المركزي ومجلس الشورى وحكومة تصريف الاعمال والوزارات كلها، طالما ان البلد في هذه الحالة والمسؤولون يتفرجون. فيما هنالك رجل مسؤول حقق انجازات لم يتحقق مثلها في تاريخ العرب منذ الحرب مع الصليبيين، هو سماحة السيد حسن نصرالله الذي قاد مع المجاهدين تحرير الجنوب يوم كان امين عام حزب الله الشهيد السيد عباس الموسوي، ثم اكمل سماحة السيد حسن نصرالله مواجهة العدو الاسرائيلي فألحق الهزيمة باسرائيل واليوم لا جيش مصر ولا سوريا ولا الاردن ولا الخليج العربي ولا اي دولة عربية ولا العراق قادر على مواجهة اسرائيل بل وحده حزب الله والمقاومة بالصواريخ التي يقال انها 150 الف صاروخ وقادرة على مواجهة العدو الاسرائيلي وردعه وجعله يدفع ثمنا كبيراً في حال القيام بعدوان، وفي ذات الوقت يعرف ان الكيان الصهيوني ليس كما يقول ان فلسطين كانت ارضا بلا شعب وجاء اليها الاسرائيليون، وليست فلسطين كما حمل كتاب التوراة وقال بن غوريون الى اللجنة البريطانية عندما قالت له بتقسيم فلسطين، هذا هو دستورنا نحن شعب اسرائيل والفلسطينيون لم يكونوا في فلسطين بل فلسطين ارض بلا شعب وقسما منهم لجأ اليها.
المقاومة اليوم امام اكبر مسؤولية تاريخية
اليوم تقف المقاومة امام اكبر مسؤولية تاريخية وتحد تاريخي، ومواجهة قد تقع في اي لحظة بين العدو الاسرائيلي بكامل اسلحته وجهوزية المقاومة التي ستنتصر باذن الله لانها تملك روح القتال والايمان وقوة الايمان لا تواجهها لا طائرة الشبح ولا صواريخ ولا بوارج فقوة الايمان هي الاقوى، والمجاهد في حزب الله قوة الايمان لديه اقوى 1000 مرة من قوة الايمان لدى الجندي الاسرائيلي في القتال، بل الجندي الاسرائيلي كان يهرب من امام المجاهدين في حزب الله والمقاومة في الجنوب في حرب 2006 .
ولنعد الى الحكومة، لقد ماتت كلمة عيب، لقد انتهت كلمة عيب، ذلك انه عندما يتم احتقار اللقاء التشاوري بهذا الشكل ويتم رفض استقبالهم، او التكلم معهم، فهل الرئيس سعد الحريري من عائلة او من زعامة اكبر من زعامة فيصل عمر كرامي التاريخية في طرابلس او لديه ناخبين سنّة في بيروت افضل من ناخبي السنّة في طرابلس او في الضنية او افضل من ناخبي السنّة في دائرته الثانية الذين اعطوا اصواتهم الى النائب عدنان طرابلسي وجاء في المرتبة الثانية بعد الرئيس سعد الحريري في قلب الدائرة السنية الثانية في بيروت، ام الرئيس المكلف الحريري عائلته اهم من عائلة الوزير السابق عبد الرحيم مراد ام من عائلة الصمد ام من عائلة كرامي.
انا كرئيس تحرير جريدة الديار لست منحازا ضد احد، بل اقول قناعتي، وقناعتي تقول ان 6 نواب من الطائفة السنية الكريمة لهم الحق بتمثيلهم بوزير سني في الحكومة ولهم الحق والاحترام في ان يستقبلهم الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، وعلى رئيس الجمهورية ان يتدخل وان لا يبقى يتفرج على الوضع. وفخامتك يا رئيس الجمهورية كنت لا تتوقف عن الخطابات والمطالب والحرب على الفساد وهدر الاموال ومس الدستور وضياع الحكومة والمسؤوليات وعدم تحمل مجلس النواب مسؤوليته، فما بالك اليوم وانت رئيس الدولة تسكت 8 اشهر عن عدم تشكيل الحكومة بعدما وصلت وحققت حلمك التاريخي في ان تكون رئيس جمهورية لبنان، فها انت رئيس الجمهورية والمسؤول الاول، فماذا قررت ان تفعل؟، هل ستبقى تتفرج على عدم تشكيل الحكومة؟ ام تتدخل بقوة وتعمل على تشكيلها باسرع وقت ووفق التمثيل الحقيقي لعدد النواب الذين يحق لكل 4 نواب منهم وزيرا يمثلهم في الحكومة.
اما بالنسبة الى الرئيس نبيه بري فانا احتار ماذا اقول، ولن اقول ما اريد ان اقول، لانني لم اعد اعرف ما هو دور مجلس النواب وخاصة رئيس مجلس النواب الذي امتدت ولاياته اكثر من 26 سنة واكثر، ما هو دوره في الازمة الحالية لتشكيل الحكومة؟، اما اكثر من ذلك لن اقول، ولديّ الكثير كي اقول.
لماذا يرفض الحريري تمثيل اللقاء التشاوري؟
سماحة السيد حسن نصرالله انا لا اعرف شيئا عن موقفك، ولم التق اي مسؤول في حزب الله وسمحت لنفسي كرئيس تحرير جريدة ان أحلل، فان اخطأت فليس عندي سوء نية، وان كان تحليلي له مقوّمات صحيحة فتكون نظرتي الى الامور صائبة وعندها والحمدلله اكون قد توفقت في كتابة المقال الرئيسي في جريدة الديار.
انا اعتقد كشارل ايوب، ان سماحة السيد حسن نصرالله عاتب على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وان على رئيس الجمهورية ان يطلب من رئيس الحكومة تشكيل الحكومة وتمثيل اللقاء التشاوري بوزير سنّي، او من يختاره اللقاء التشاوري وزيرا ممثلا عنه، ولو كان من خارج اعضائه الـستة، وان يطلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كونه الموقع الاخير على مرسوم تشكيل الحكومة من الرئيس المكلف الرئيس سعد الحريري الذي من واجبه في مهمة تشكيل الحكومة ان يكون على تنسيق تام مع الرئيس عون لانهما الاثنان يوقعان مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة، وان الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله ينتظر من رئيس الجمهورية ان يقول للرئيس المكلف يجب ان نطبق الاعراف الدستورية وليست المزاجية، اي ان نقرر ان النائب عبد الرحيم مراد هو في الكتلة الفلانية، وان جهاد الصمد قريب من حزب الله وان فيصل عمر كرامي قريب من حزب الله، فيما سنّة طرابلس انتخبوا فيصل عمر كرامي وهو ابن الرئيس عمر كرامي وابن شقيق الشهيد الرئيس رشيد كرامي، ولم يأت باصوات شيعية ولا اصوات جبل محسن، والنائب جهاد الصمد انتخبه سنّة الضنية وسنّة الضنية هم في صميم السنّة النبوية الكريمة ومتعلقون بالقرآن الكريم وبدينهم، وانتخبوا ممثلهم النائب جهاد الصمد، ومع ذلك لا يتم اعتبار النائب جهاد الصمد نائبا سنّيا صحيحا، ولا الوزير السابق عبد الرحيم مراد ولا الوزير السابق والنائب فيصل عمر كرامي، ولا غيرهم، حتى تحديد موعد مع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة لم يتم حتى الان، ومن واجب الرئيس سعد الحريري الاجتماع بكل الكتل حتى لو اختلف معهم مرة اولى ومرة ثانية ومرة ثالثة والاستمرار في الحوار حتى الوصول الى حلول لان المهم تشكيل الحكومة، فاذا بنا امام رئيس حكومة مكلف يرفض استقبال اللقاء التشاوري في عملية احتقار لشخصيات سنيّة ستة، ذنبها لدى الرئيس سعد الحريري انها قريبة من خط المقاومة والممانعة وقريبة من حزب الله، وقريبة من الرئيس نبيه بري، فالوزير السابق عبد الرحيم مراد اقرب شخص الى الرئيس نبيه بري وصديقه الشخصي، ومع ذلك يرفض الرئيس المكلف اعطاء موعد للقاء التشاوري وهم صميم السنّة من الطائفة الكريمة، ولا يتدخل فخامة رئيس الجمهورية ويطلب من الرئيس المكلف سعد الحريري باسم اللياقة واحترام النواب واحترام ناخبيهم، لان الانتخابات كانت ديموقراطية وحرة ونزيهة وجاؤوا بأصوات ناخبيهم من الطائفة السنيّة الكريمة، فالنائب عدنان طرابلسي جاء الثاني بعد الرئيس الحريري بالاصوات التفضيلية، وفخامة رئيس الجمهورية لا يتدخل، وهو يعرف ان الذي وضع كل ثقله لوصول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الرئاسة، واوقف انتخابات الرئاسة في لبنان 29 شهراً مع انه لا يحق لحزب الله ان يوقف انتخابات رئاسة الجمهورية 29 شهرا، لكن حزب الله اعطى عهدا ووعدا وابقى رئاسة الجمهورية 29 شهرا اي سنتين وخمسة اشهر، دون انتخاب رئيس جمهورية حتى وصول فخامة الرئيس العماد ميشال عون، فهل هكذا تكون المبادلة بين فخامة الرئيس العماد ميشال عون تجاه سماحة السيد حسن نصرالله الذي وضع ثقله وثقل حزب الله وثقل المقاومة وثقل حلفاء المقاومة وثقل القوى السياسية التي هي قريبة من حزب الله، حتى ان سماحة السيد حسن نصرالله الذي تقدم منه الوزير سليمان فرنجية مرشحا لرئاسة الجمهورية وله تاييد من الرئيس بري والوزير وليد جنبلاط وكتل كثيرة وهو حليف جدا وقريب لحزب الله، ومن اقرب الحلفاء للرئيس بشار الاسد وصديقه الشخصي، وقال له سماحة السيد حسن نصرالله "اهلا بك، للوزير فرنجية مرشحا لرئاسة الجمهورية، لكن عليك ان تتشاور مع العماد ميشال عون، فاذا وافق على الانسحاب لك سنؤيدك وان لم يوافق فنحن ملتزمون بالعهد والوعد مع العماد ميشال عون"، وهكذا وصل العماد عون رئيسا للجمهورية في سن الـ 82 من العمر. فكيف لا يرد رئيس الجمهورية العماد عون الجميل لحزب الله بالطلب من الرئيس المكلف على الاقل استقبال اللقاء التشاوري احتراما وعدم التصرف باحتقار تجاه ستة نواب من الطائفة السنية الكريمة نالوا اصوات ناخبيهم من الطائفة الكريمة، والرئيس الحريري يعاقبهم كأن الحصار الاميركي على ايران يمتد الى الحصار على تاليف الحكومة، وممنوع على وزير سني قريب من خط المقاومة او له تاريخ وطني في هذا المجال ان يأتي وزيرا، فيما رئيس الجمهورية يتفرج على الموضوع ولا يتدخل وينسى ان حزب الله ابقى البلاد 29 شهرا دون رئيس للجمهورية من اجله كي يصل الى بعبدا والى قصر الرئاسة وهذا حلم العماد ميشال عون ان يصل الى رئاسة الجمهورية وحقق له الحلم حزب الله وحقق له الحلم بالذات شخص سماحة السيد حسن نصرالله واعلن في خطاب له سماحة السيد حسن نصرالله "انه حتى يوم القيامة لن تتشكل الحكومة دون تمثيل اللقاء التشاوري" فهل كلمة سماحة السيد حسن نصرالله وعهده انه حتى يوم القيامة لا قيمة لها عند فخامة الرئيس العماد ميشال عون ولا يتدخل رئيس الجمهورية في هذا الموضوع ويطلب رسميا من الرئيس المكلف الحريري تمثيل اللقاء التشاوري بوزير او يبلغ الحريري انه ان لم يتم تمثيل اللقاء التشاوري فالرئيس المكلف وفق الدستور حر في اجراء المشاورات وعمليات التشاور والتاليف وتشكيل الحكومة لكنه كرئيس جمهورية عليه ان يبلغ رئيس الحكومة ان اي مرسوم يرفعه الرئيس المكلف لتوقيعه من قبل رئيس الجمهورية وليس فيه وزير من اللقاء التشاوري لن يوقعه فخامة الرئيس العماد ميشال عون، وعندها كان الرئيس سعد الحريري سيعرف ان الامور اصبحت كبيرة وان انشقاقا حصل بين قصري بعبدا والسراي وبين الرئيسين عون والحريري وعندها يكون رئيس الجمهورية قد رد جزءا من الجميل والوفاء لموقف حزب الله ولـ 29 شهرا ابقى البلاد بفراغ رئاسي من اجل العماد ميشال عون ويعرف الرئيس الحريري ان رئيس الجمهورية لن يوقع اي مرسوم لاية حكومة ليس فيها ممثل اللقاء التشاوري وعندها سيتحمل الحريري مسؤولية عدم تشكيل الحكومة اما الان فالمسؤولية تقع على الحريري وتقع اكثر على رئيس الجمهورية لانه يقف ويتفرج على الموضوع ولا يتدخل في شكل حاسم ويطلب تمثيل اللقاء التشاوري او ممثلا عنهم بدلا من ان يقول، ان ما يتم طلبه خارج عن الاطر والاعراف الدستورية وتشكيل الحكومات كما قال فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
التظاهرات ستبدأ منتصف كانون الثاني
على كل حال ابتداء من 15 كانون الثاني ستبدأ التظاهرات في البلاد بقوة، لن يقبل الشعب اللبناني بغض النظر عن الخلاف بين الرئيس سعد الحريري واللقاء التشاوري وموقف فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المتفرج على الشلل وعدم تشكيل الحكومة والفراغ الحكومي في البلاد واقتصاد لبنان ينهار ووصل النمو الى الصفر وعلينا 100 مليار دولار ديونا فالشعب اللبناني لن يسكت ولم يعد يهمه لا الرئيس المكلف ولا اللقاء التشاوري ولا رئيس الجمهورية ولا مجلس النواب ولا الشخصيات، فالشعب اللبناني وصل الى ادنى حد من الفقر والى اصعب ظروف الحياة المعيشية، واما المؤسسات الدولية وعلى راسها البنك الدولي بدأوا بالتحضير لانذار لبنان رسميا، وكما قال مرة رئيس البنك الدولي عندما زار لبنان "ان لبنان باخرة مثقوبة في قعرها تتسرب المياه اليها وتكاد تغرق"، لكن البنك الدولي سيقول هذه المرة ان لبنان على شفير الافلاس، وسيطلب جدولة تسديد ثلث الدين العام الذي بلغ 100 مليار دولار والاتون من واشنطن يعرفون ماذا يقول المدراء الرئيسيون في البنك الدولي في شان الوضع الاقتصادي في لبنان، وكيف يتصرف المسؤولون والى اي حد وصل الفساد في لبنان، والى اي حد وصل هدر الاموال في لبنان، والى اي حد يزداد العجز في موازنة لبنان، والى اي حد لا يتم وضع موازنة لعام 2019 ، وبالتالي لا نعرف حجم العجز في الموازنة القادمة، وفي 6 او 7 شباط سيصدر بيان عن البنك الدولي في هذا المجال، ووفق مصادر موثوقة في البنك الدولي لنا علاقات معها واتصال دائم في شأن لبنان. ونشأت المعرفة من خلال زياراتنا الى واشنطن واللقاءات معهم، وعندما زاروا عدة مرات لبنان زاروا "الديار" وكانوا يطرحون علينا اسئلة كمراقبين صحافيين ونجيبهم الاجوبة الصحيحة ونشأت مصداقية لنا عندهم ولذلك باتوا يعلنون رأيهم بشفافية امامنا.
البلد ينهار والمسؤولون يتفرجون
لا كانت الحكومة ولا كان الرئيس المكلف ولا كانت رئاسة الجمهورية ولا كان كل هذا المجلس النيابي كله من الرئاسة الى كامل النواب ولا كانت كل مؤسسات الدولة من هيئة مجلس القضاء الاعلى والنيابة العامة التمييزية ونقابة المحامين ونقابات المهندسين ونقابات العمال والتفتيش المركزي ومجلس الشورى وحكومة تصريف الاعمال والوزارات كلها، طالما ان البلد في هذه الحالة والمسؤولون يتفرجون. فيما هنالك رجل مسؤول حقق انجازات لم يتحقق مثلها في تاريخ العرب منذ الحرب مع الصليبيين، هو سماحة السيد حسن نصرالله الذي قاد مع المجاهدين تحرير الجنوب يوم كان امين عام حزب الله الشهيد السيد عباس الموسوي، ثم اكمل سماحة السيد حسن نصرالله مواجهة العدو الاسرائيلي فألحق الهزيمة باسرائيل واليوم لا جيش مصر ولا سوريا ولا الاردن ولا الخليج العربي ولا اي دولة عربية ولا العراق قادر على مواجهة اسرائيل بل وحده حزب الله والمقاومة بالصواريخ التي يقال انها 150 الف صاروخ وقادرة على مواجهة العدو الاسرائيلي وردعه وجعله يدفع ثمنا كبيراً في حال القيام بعدوان، وفي ذات الوقت يعرف ان الكيان الصهيوني ليس كما يقول ان فلسطين كانت ارضا بلا شعب وجاء اليها الاسرائيليون، وليست فلسطين كما حمل كتاب التوراة وقال بن غوريون الى اللجنة البريطانية عندما قالت له بتقسيم فلسطين، هذا هو دستورنا نحن شعب اسرائيل والفلسطينيون لم يكونوا في فلسطين بل فلسطين ارض بلا شعب وقسما منهم لجأ اليها.
المقاومة اليوم امام اكبر مسؤولية تاريخية
اليوم تقف المقاومة امام اكبر مسؤولية تاريخية وتحد تاريخي، ومواجهة قد تقع في اي لحظة بين العدو الاسرائيلي بكامل اسلحته وجهوزية المقاومة التي ستنتصر باذن الله لانها تملك روح القتال والايمان وقوة الايمان لا تواجهها لا طائرة الشبح ولا صواريخ ولا بوارج فقوة الايمان هي الاقوى، والمجاهد في حزب الله قوة الايمان لديه اقوى 1000 مرة من قوة الايمان لدى الجندي الاسرائيلي في القتال، بل الجندي الاسرائيلي كان يهرب من امام المجاهدين في حزب الله والمقاومة في الجنوب في حرب 2006 .
ولنعد الى الحكومة، لقد ماتت كلمة عيب، لقد انتهت كلمة عيب، ذلك انه عندما يتم احتقار اللقاء التشاوري بهذا الشكل ويتم رفض استقبالهم، او التكلم معهم، فهل الرئيس سعد الحريري من عائلة او من زعامة اكبر من زعامة فيصل عمر كرامي التاريخية في طرابلس او لديه ناخبين سنّة في بيروت افضل من ناخبي السنّة في طرابلس او في الضنية او افضل من ناخبي السنّة في دائرته الثانية الذين اعطوا اصواتهم الى النائب عدنان طرابلسي وجاء في المرتبة الثانية بعد الرئيس سعد الحريري في قلب الدائرة السنية الثانية في بيروت، ام الرئيس المكلف الحريري عائلته اهم من عائلة الوزير السابق عبد الرحيم مراد ام من عائلة الصمد ام من عائلة كرامي.
انا كرئيس تحرير جريدة الديار لست منحازا ضد احد، بل اقول قناعتي، وقناعتي تقول ان 6 نواب من الطائفة السنية الكريمة لهم الحق بتمثيلهم بوزير سني في الحكومة ولهم الحق والاحترام في ان يستقبلهم الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، وعلى رئيس الجمهورية ان يتدخل وان لا يبقى يتفرج على الوضع. وفخامتك يا رئيس الجمهورية كنت لا تتوقف عن الخطابات والمطالب والحرب على الفساد وهدر الاموال ومس الدستور وضياع الحكومة والمسؤوليات وعدم تحمل مجلس النواب مسؤوليته، فما بالك اليوم وانت رئيس الدولة تسكت 8 اشهر عن عدم تشكيل الحكومة بعدما وصلت وحققت حلمك التاريخي في ان تكون رئيس جمهورية لبنان، فها انت رئيس الجمهورية والمسؤول الاول، فماذا قررت ان تفعل؟، هل ستبقى تتفرج على عدم تشكيل الحكومة؟ ام تتدخل بقوة وتعمل على تشكيلها باسرع وقت ووفق التمثيل الحقيقي لعدد النواب الذين يحق لكل 4 نواب منهم وزيرا يمثلهم في الحكومة.
اما بالنسبة الى الرئيس نبيه بري فانا احتار ماذا اقول، ولن اقول ما اريد ان اقول، لانني لم اعد اعرف ما هو دور مجلس النواب وخاصة رئيس مجلس النواب الذي امتدت ولاياته اكثر من 26 سنة واكثر، ما هو دوره في الازمة الحالية لتشكيل الحكومة؟، اما اكثر من ذلك لن اقول، ولديّ الكثير كي اقول.