الديار: إختلف بوتين وأردوغان وروسيا مع عمل عسكري في ادلب

وال-كتبت "الديار" تقول: ذكر موقع فرانس 24 ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد جلسة ثنائية قبل انعقاد مؤتمر سوتشي الذي يجمع الرئيس الروسي بوتين والرئيس التركي اردوغان والرئيس الايراني روحاني، واختلف الرئيس بوتين مع الرئيس اردوغان لان روسيا مصرة على عمل عسكري يعيد محافظة ادلب الى سيطرة الجيش السوري، لكن الرئيس التركي اردوغان رفض ذلك وقال يجب ان نطهر الجيل الامني الارهابي في ادلب وتركيا قادرة لكن الرئيس اردوغان لا يريد تسليم محافظة ادلب الى الرئيس السوري بشار الاسد لان الرئيس اردوغان ما زال في سره العميق لا يريد استمرار الرئيس السوري بشار الاسد في رئاسة سوريا، رغم التنسيق الامني الحاصل بين الاجهزة الامنية السورية والاجهزة الامنية التركية. وهذا ما تعتبره تركيا ليس محادثات سياسية ذات قيمة بل تنسيق امني يجري حتى بين الدول المتحالفة، لكن الرئيس الروسي بوتين ابلغ الرئيس التركي اردوغان ان روسيا لا تعترف الا باتفاق اضنة الذي وقعته سوريا وتركيا سنة 1998 وحدد سيادة سوريا على كل اراضيها يوم وقع الخلاف بين تركيا وسوريا في شأن حزب الـ ب. ك. ك. ووجود زعيم الـ ب. ك. ك. عبد الله اوجلان في سوريا ووافقت تركيا على عدم قيام اي عمل عسكري ضد سوريا مقابل ابعاد سوريا لزعيم الـ ب. ك. ك. اوجلان عن سوريا الى روسيا، كذلك منع حزب الـ ب. ك. ك. الذي يقاتل تركيا مطالبا بحقوقه وتعتبره تركيا حزبا ارهابيا، منعت سوريا القيام باعمال عسكرية ضد تركيا وبقيت سيادة سوريا على كامل اراضيها. وهذا ما قاله الرئيس الروسي بوتين الى الرئيس التركي اردوغان، وبالتالي يجب ان تعود ادلب الى السيادة السورية.

لكن السر العميق عند الرئيس التركي اردوغان هو ان يكون الرئيس السوري بشار الاسد في مرحلة انتقالية حتى عام 2022 وبعدها لا يتم انتخابه مجددا.

اما الرئيس الروسي بوتين فقال انه يقبل مرحلة انتقالية لكنه اكد ان الانتخابات الشعبية في سوريا تقرر من يأتي رئيس جمهورية ويترشح الرئيس بشار الاسد ويكون له منافسون ومن ينتخبه الشعب يكون رئيسا للجمهورية.

اما الامر الاساسي فهو ان الرئيس الروسي بوتين اختلف مع الرئيس التركي اردوغان في شأن ادلب فقال يجب ان يقوم الجيش السوري باستعادة ادلب وان عملية مشتركة بين القوى البرية السورية والطيران الروسي قادرة على حسم موضوع ادلب واستعادة المحافظة وعودتها الى سيادة سوريا لكن الرئيس التركي اردوغان لا يريد تقديم هذه الهدية الى الرئيس بشار بشار الاسد ويريد ابقاء ادلب تحت نفوذه، انما لافروف قال نحتاج الى عمل عسكري في ادلب وانهاء الموضوع.

ساعة الصفر لهجوم الجيش العربي السوري على ادلب وحشد 25 الف جندي ومئات الدبابات والمدافع وراجمات الصواريخ

وسع الجيش السوري انتشاره في شكل اصبح يحاصر محافظة ادلب بنصف دائرة من اجل التحضير لاقتحامها عسكريا وحشد 25 الف جندي من قوى النخبة في الجيش السوري. كذلك جهز 150 مدفعاً من عيار 130 ملم ونشرها حول محافظة ادلب. كذلك نشر 50 راجمة صواريخ ضخمة تقصف 40 صاروخا كل واحدة منها، كذلك قام بتحضير 125 دبابة لاقتحام ادلب اضافة الى 200 ملالة عسكرية تحمل جنوداً لاقتحام ادلب والدخول اليها. كما هنالك فرق قوات خاصة ومغاوير لاقتحام شوارع ادلب في معارك ضد عناصر جبهة النصرة التي تسيطر بنسبة 90 في المئة على ادلب. اما بقية التنظيمات الارهابية الاسلامية غير تنظيم النصرة الارهابي، فلا تسيطر الا على 10 في المئة من ادلب.

الجيش السوري ينتظر اوامر الرئيس الاسد


وينتظر الجيش السوري اوامر الرئيس الاسد لبدء العملية، لكن الرئيس الاسد على تنسيق مع الرئيس الروسي بوتين للبدء بالمعركة بالتنسيق مع الطيران الروسي الحربي الذي سيقصف ادلب لتمهيد الطريق امام الجيش السوري. بيد ان الرئيس بوتين اختلف مع الرئيس اردوغان اذ ان الرئيس اردوغان رفض كليا اقتحام ادلب، وتراجع الرئيس التركي اردوغان الا انه بقي رافضا لاقتحام الجيش السوري لمحافظة ادلب وقيام عملية عسكرية روسية - سورية للسيطرة على محافظة ادلب. ولم تتم معرفة القرار النهائي بعد اجتماع بوتين واردوغان.

وذكر جنرال تركي في الجيش التركي وهو في مركز عال ان تركيا تشكل لها محافظة ادلب موقعاً استراتيجياً، ذلك انها على حدودها بطول 160 كلم وفيها 3 ملايين واكثر و4 ملايين مواطن سوري وفيها جبهة النصرة التي على علاقة مع تركيا، ولا تقبل تركيا سيطرة الجيش السوري على ادلب قبل ايجاد حل كامل للحدود التركية - السورية يشمل دخول الجيش التركي لملء الفراغ بعد انسحاب الجيش الاميركي لان تركيا تريد السيطرة على المنطقة الكردية وضرب حزب الـ ب. ك. ك الذي تعتبره تركيا ارهابياً، لكن سوريا لن تقبل اقتحام الجيش التركي وقد تحصل معركة بين الجيش السوري والجيش التركي اذا قام بالهجوم على محافظة الحسكة والاكراد.

كما ان جيش حماية الشعب الكردي اصبح مؤلفا من 90 الف ضابط وجندي وان قوات قسد التي اسمها قوات سوريا الديموقراطية كانت مؤلفة من 36 الف جندي وضابط واصبحت الان تضم 50 الف ضابط وجندي ومقاتل مع اسلحة اميركية زودتها بها اميركا لقوات قسد السورية، كذلك قامت اميركا وفرنسا بتزويد وحدات حماية الشعب الكردي بأسلحة وملالات وصواريخ ودبابات ولم يعد سهلاً امام الجيش التركي اقتحام محافظة الحسكة رغم ان الجيش التركي قد يحاول الوصول الى حشد 200 الف جندي تركي وضابط مع مدرعات ثقيلة وطيران انما سوريا تملك صواريخ اس 300 وهي منظومة روسية ضد الاهداف الجوية ويقول البعض ان الجيش السوري نقل بعض منظومات اس 300 الى قرب دير الزور وقد يستعملها ضد الطائرات التركية اذا قصفت الاراضي السورية حيث الاكراد وقوات سوريا الديموقراطية.

لكن الامر ما زال قيد الدرس وهي ستمنع اي هجوم تركي على محافظة الحسكة وفي الوقت ذاته تريد ان يسيطر الجيش السوري على ادلب، لكن هنالك خلاف مع تركيا في هذا الشأن. انما خلال 72 ساعة او اسبوع او ربما اكثر، قد تعطي روسيا الضوء الاخضر للجيش السوري بالهجوم على ادلب في المعركة وقصف ادلب ومراكز جبهة النصرة.

ولكن حتى الان لا يريد الرئيس بوتين اشعال خلاف كبير مع تركيا، حيث ان تركيا ما زالت تحتفظ بعلاقة مع الولايات المتحدة وفي الوقت عينه مع روسيا، ولا يريد الرئيس بوتين خسارة تركيا التي كانت ثاني اكبر دولة في حلف الناتو الاميركي لكن لم يقبل بقاء ادلب في هذا الشكل ويريد دخول الجيش السوري اليها.

روسيا تريد تخفيف الوجود الايراني في سوريا
على صعيد اخر، ذكرت معلومات وردت من قمة سوتشي ان الرئيس الروسي بوتين بحث مع الرئيس روحاني تخفيف الوجود العسكري الايراني في سوريا وعندئذ ستضمن روسيا عدم قيام الطيران الاسرائيلي بأي غارات على سوريا وان الرئيس بوتين بحث مع رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو وقف الغارات الاسرائيلية على سوريا. لكن اسرائيل كما ذكرت الانباء ان نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل قال لا يمكننا السكوت عن وجود القوى العسكرية الايرانية في سوريا لانها تشكل خطراً على اسرائيل، وان ايران نقلت صواريخ بالستية الى العراق وان اسرائيل قد ترسل طائراتها للاغارة على مناطق وجود الصواريخ البالستية الايرانية في العراق.

سوريا وايران هما في حلف استراتيجي وكان قائد الجيش الايراني الذي زار دمشق قد اعلن ان الوجود الايراني في سوريا لا يقرره طرف ثالث الا سوريا وايران، وقصد بذلك روسيا التي كانت تتباحث من اجل تخفيف الوجود العسكري الايراني في سوريا، وان الوجود الروسي العسكري البحري وقاعدة جوية التي تحوي 115 طائرة حربية روسية هي قوة كافية للدفاع عن سوريا والزام اسرائيل بعدم شن اي غارات على سوريا متى تم تخفيف الوجود العسكري الايراني في سوريا.

لكن ايران رفضت ذلك، كذلك ضمنا سوريا رفضت ذلك، فسوريا لا تريد ان يشتعل خلاف بينها وبين روسيا، لذلك لم تعلن علناً موقفها ضد روسيا في شأن الوجود العسكري الايراني في سوريا.