الحريري يتوج زيارته لفرنسا بلقاء رئيسها ووزيري المال والخارجية
وال-توّج رئيس الحكومة سعد الحريري زيارته لباريس بلقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أكد له انه يمكنه الإعتماد على ألتزام فرنسا تجاهه وتطبيق قرارات مؤتمر "سيدر" وإعطاء لبنان الوسائل للقيام بالإصلاحات الطموحة لكي يستعيد وضعه الإقتصادي بدعم شركائه الدوليين وبثقة كاملاً وأبدى حرصها على أمن لبنان وإستقراره، داعيا الجميع الى ان إظهرا ضبط النفس.
وكان الرئيس الحريري وصل إلى قصر الإليزيه في العاشرة والربع بتوقيت باريس، الحادية عشرة والربع بتوقيت بيروت، حيث كان في استقباله الرئيس الفرنسي عند الباحة الخارجية، وأدت له التحية ثلة من حرس الشرف. وأدلى ماكرون ببيان إلى الصحافيين قال فيه: "أرحب بداية برئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري. أنا سعيد للغاية بأن ألقاكم هنا، كصديق قبل كل شيء، في ظرف حساس للبنان، الذي يعلم جيدا أنه يمكنه أن يعتمد على التزام فرنسا تجاهه. والحقيقة أنه خلال مداولاتنا السابقة، أكدنا في اتصالاتنا الهاتفية خلال الأسبوع الماضي حرصنا على أمن واستقرار لبنان. فتبادل إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في نهاية شهر آب المنصرم أثار الخوف من تمدد الصراعات الإقليمية باتجاه لبنان، وتدخلت شخصيا في هذا الوقت لدى مختلف الأطراف لتفادي التصعيد، بالتنسيق الوثيق مع الرئيس الحريري. يبقى اليوم أن يظهر الجميع ضبط نفس كامل.
كذلك أؤكد للرئيس الحريري أن فرنسا ستبقى ملتزمة بأمن واستقرار لبنان، ضمن إطار قوات"اليونيفل"، كما في إطار التعاون الوثيق الذي أطلقته والذي يربطها بالجيش والقوى العسكرية اللبنانية. كما سنثير أيضا الأجندة التنفيذية للالتزامات التي اتخذناها سويا في روما في آذار 2018 لتزويد الجيش اللبناني بالعتاد اللازم.
وأؤكد في النهاية للرئيس الحريري أن فرنسا ملتزمة بالكامل بتطبيق القرارات التي اتخذناها في مؤتمر سيدر بباريس في نيسان 2018. إنها مسألة إعطاء لبنان الوسائل للقيام بالإصلاحات الطموحة لكي يستعيد وضعه الاقتصادي، بدعم شركائه الدوليين، وبثقة كاملة.
فقد تم تخصيص عشرة مليار يورو، وأنا سعيد لكوننا أقمنا اتفاقا مع الحكومة اللبنانية لإطلاقها بأسرع وقت ممكن. آمل في أن يسمح ذلك لمجلس الوزراء ورئيسه أن يتقدما في المشاريع، ولا سيما في قطاع الكهرباء والبنى التحتية والإصلاح الإداري، لما فيه مصلحة مباشرة لجميع اللبنانيين.
كذلك سنبحث في آخر تطورات الوضع في الشرق الأوسط. وفرنسا تقف هنا أيضا إلى جانب لبنان لمواجهة التداعيات الكبيرة للأزمة السورية، كما سنواصل تقديم دعمنا الكامل لملف اللاجئين السوريين، مع مراعاة كاملة لاحتياجات المجتمعات المضيفة. كما ستواصل فرنسا العمل على حل دائم للأزمة السورية يسمح للاجئين بالعودة إلى بلدهم. إنه الهدف الأسمى، ويجب ألا يكون هناك لدى أي طرف سطحية في التفكير بأن هذا الأمر يمكن حله في غضون أسابيع ونسيان الأسباب العميقة خلف هذا النزوح.
أنا أعتمد على التزام الرئيس الحريري في كل من هذه المواضيع، بقدر ما يمكنه أن يعتمد على التزامي، وهو يعرف ذلك. كما سأبقى إلى جانب رئيس الوزراء اللبناني ورئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون ، لنعمل معا من أجل الصداقة التي لا تتزعزع والتي تجمع بلدينا، لكي تسمح للبنان بمواجهة تحدياته المختلفة. ففي مثل هذه الظروف يُعرَف أين هم الأصدقاء. فرنسا هي صديقة لبنان، وأنتم تعرفون ذلك.
الحريري: بدوره ألقى الرئيس الحريري بيانا، قال فيه: "شكراً سيدي الرئيس على ترحيبكم وعلى هذا اللقاء. يشرفني ويسرني كالعادة إن التقي معكم اليوم. إنها فرصة لي لأشكركم، باسم جميع اللبنانيين، على دوركم ودور فرنسا في دعم استقرار وأمن لبنان واقتصاده. هذا الدعم تجلى بشكل واضح مؤخرًا في تمديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان وفي الجهود التي بذلتموها شخصيًا لوقف التصعيد بعد الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق منذ العام 2006 على ضاحية بيروت. ان لبنان ملتزم بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 الذي يحافظ على الهدوء والاستقرار على حدودنا الجنوبية منذ 13 عامًا.
على المستوى الاقتصادي، شرعت حكومتي في الإصلاحات وسأشرح لكم، سيدي الرئيس، كيف ستتم متابعة هذا الجهد خلال السنوات المقبلة. الأمر يتعلق الآن بإطلاق الاستثمارات وآمل في أن أدعو لجنة CEDRE الاستراتيجية إلى الانعقاد في باريس في منتصف تشرين الثاني المقبل. عقدت للتو اجتماعًا ممتازًا مع وزير المالية والاقتصاد الفرنسي برونو لومير وقادة الأعمال الفرنسيين حول المشاريع الاستثمارية في بنيتنا التحتية. وسنناقش معاً بالتأكيد الوضع الإقليمي المقلق وكيفية حماية لبنان. ونحن من جهتنا، نواصل جهودنا لتعزيز مؤسسات الدولة.
في هذا السياق، وقعنا هذا الصباح خطاب نوايا مع حكومتكم بشأن شراء معدات فرنسية لتعزيز قدراتنا الدفاعية والأمنية. سيتم استخدام الجزء الأكبر لتجهيز قواتنا البحرية وتزويدنا بقدرات النقل الجوي البحري. هذا الاستثمار أساسي للبنان لضمان سلامة حقولنا النفطية والغازية البحرية والتنقيب فيها. ان فرنسا تبدي مرة أخرى دعمها من خلال تقديم ضمانها للحصول على قرض بشروط سخية يصل إلى 400 مليون يورو. شكرا لكم مرة أخرى سيدي الرئيس.
في منطقة مشتعلة منذ ما يقارب عقداً من الزمن، كان لبنان مصدرًا نادرًا للأخبار السارة: فالتطرف لم يجد له مكانًا وتم ضمان الاستقرار من خلال إجماع سياسي داخلي، كما أثبت نموذجنا للتعايش والحوار جدارته. أنا واثق اليوم انه مع إصلاحاتنا ومشروعنا لتحديث الاقتصاد والإدارة والبنية التحتية، سيظل لبنان مصدرًا للأخبار السارة، حتى في منطقة صعبة. وهذا بفضل صداقة ودعم فرنسا وصداقتكم ودعمكم سيدي الرئيس. شكرا لكم وتقبلوا صداقتي وامتناني.
محادثات ثنائية: وبعدما أجرى ماكرون والحريري محادثات دامت نحو الساعة ونصف ساعة وتركزت حول التطورات في لبنان والمنطقة وسبل تنفيذ مقررات "سيدر" ودعم الإقتصاد اللبناني، قال الحريري: لقد كان لقاء وديا، وفرنسا تقف دائما إلى جانب لبنان. وتحدثنا في أمور المنطقة، وبموضوع "سيدر" الذي هو الأهم بالنسبة إلينا، خصوصا في الوضع الاقتصادي الذي نواجهه. كما اتفقنا على مزيد من التواصل، لا سيما وأننا أنجزنا لجنة المتابعة، وإن شاء الله سيكون هناك اجتماع آخر لنا في باريس في شهر تشرين الثاني المقبل. الأمور بالنسبة إلى "سيدر" سائرة، وعلينا أن نقوم بالإصلاحات اللازمة والتي ناقشناها في مجلس الوزراء وفي الموازنة أخيراً. هذا الأمر يعطينا جوا إيجابيا بإذن الله لكي تعود الأمور اقتصاديا بشكل تدريجي إلى ما كانت عليه، خصوصا حين يرى العالم أننا نقوم بواجباتنا تجاه اقتصادنا. فنحن لا نستطيع أن نكمل بالطريقة التي كنا نعمل بها. وكان الرئيس الفرنسي حريصا جدا على مساعدة لبنان وعلى استقراره، وهذا أمر مطمئن، وهو مستعد أن يكمل بهذا الاتجاه وأن يساعد لبنان بأي وسيلة ممكنة، والمهم لديه هو أن يكون اللبنانيون والأفرقاء السياسيون حريصين على القيام بالإصلاح. فهذا الإصلاح ليس مطلوبا من أجل الحصول على الأموال، بل لكي نحسن أداء الدولة في لبنان بما فيه مصلحة المواطنين ولكي نحارب الفساد القائم. نحن متفائلون بسيدر، وإن شاء الله نتقدم على هذا الصعيد.
كذلك تحدثنا بالوضع الإقليمي، والرئيس ماكرون يعمل على التهدئة في المنطقة، خصوصا بعد التصعيد الذي حصل مؤخرا".
+ هل الفرنسيون راضون عما يقوم به لبنان حتى الساعة لناحية الإصلاحات والإجراءات أم كانت لديهم ملاحظات؟
ـ بالتأكيد كانت هناك ملاحظات، وقد أخذنا هذه الملاحظات بالاعتبار، لكن المهم هو الإسراع بهذه الإصلاحات، فلم يعد لدينا المزيد من الوقت. ولو قمنا بهذه الإصلاحات قبل تقارير "فتيش" و"أس أند بي" لما كنا اليوم هنا. لذلك يجب ألا نتقاعس أو نتأخر بالإصلاح لأنه يساعد لبنان.
+ ماذا عن الـ400 مليون يورو التي تحدثتم عنها كقرض جديد من فرنسا؟
ـ هي ليست قرضا جديدا، ففي مؤتمر روما كان هناك دعم للجيش اللبناني، ونحن لدينا برنامج بحوالي مليار دولار لتجهيز الجيش اللبناني، وإذا أردنا أن نصرف نحن هذا المبلغ فإنه سيكلفنا نحو 14 أو15% فوائد لكي نسلح أنفسنا بالبواخر التي نحتاجها، كوننا نعمل على موضوع استخراج النفط والغاز في البحر، وبالتالي يجب أن نحمي هذه الصناعات.
من هذا المنطلق، نتفاوض اليوم مع الدولة الفرنسية حول كيفية الحصول على هذا القرض الممتد على مدى 10 أو 15 سنة، للتمكن من شراء هذه البواخر.
+ لكن كان هناك تململ من الجانب الإيطالي؟
ـ كلا ليست هناك مشكلة، إنه الإعلام اللبناني الذي يحب أن "يزكزك فينا".
+ هل تحدثتم عن وضع لبنان في ظل الصراع الأميركي الإيراني بعد أزمة أرامكو؟
أجاب: أزمة أرامكو خطيرة جدا ويجب ألا نستسهل بها، كما يجب ألا نمر عليها مرور الكرام. ما حصل في أرامكو أخذ الأمور إلى مرحلة تصعيدية أكبر بكثير. نتمنى ألا يكون هناك مزيد من التصعيد، والمملكة لها حق الرد بما تراه مناسبا، ففي النهاية، إنه هجوم على أراضيها وعلى سيادتها.
+ هل سيكون هناك دور فرنسي في هذا الإطار؟
ـ بالتأكيد، الدور الفرنسي دائم ومستمر في هذا الموضوع لتخفيض التصعيد الحاصل.
+ كيف كان اجتماعك صباحا مع أصحاب الشركات الفرنسية؟
ـ كان ممتازا، وجميعهم متحمسون للاستثمار في سيدر.
+ زرت في الأمس الرياض، ويحكى عن دعم مالي سعودي للبنان، فهل سمعتم كلاما في هذا الإطار؟
ـ نحن نعمل لعقد اجتماع للجنة العليا السعودية اللبنانية، وقد أنجزنا نحو 19 اتفاقية للتوقيع، كما سنتحدث في كيفية مساعدة المملكة لنا في ما يخص وضعنا المالي. الأهم أنها المرة الأولى التي تعقد فيها لجنة عليا بيننا وبين المملكة العربية السعودية لتوقيع اتفاقيات اقتصادية وتسهيلات بين الدولتين، لكي نتمكن من العمل بطريقة أفضل.
مع وزير المال: وكان الحريري استهل لقاءاته في باريس باجتماع عقده في الثامنة والنصف صباحا بتوقيت فرنسا مع وزير المالية والاقتصاد الفرنسي في مقر وزارة المال، تم خلاله عرض العلاقات الثنائية بين البلدين ولا سيما على الصعيد الاقتصادي وسبل الدعم الفرنسي للبنان.
الشركات الفرنسية: بعد ذلك، التقى الرئيس الحريري أصحاب الشركات الفرنسية الكبرى على فطور عمل، ضم شركاتTotal S.A ، Group ADP – Aéroports De Paris، General Electric France ، Bouygues S.A، CMA CGM Group وSuez S.A. في حضور الوزير لومير، السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه، الموفد الرئاسي الفرنسي المكلف متابعة تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر" السفير بيار دوكان، السفير اللبناني في فرنسا رامي عدوان وعدد من مستشاري الرئيس الحريري.
وخلال الاجتماع، أكد الرئيس الحريري أن على رغم الصعوبات التي يمر فيها لبنان والمنطقة، لا يزال لبنان محطة أساسية للاستثمار داخله وفي محيطه، عارضا مع أصحاب هذه الشركات فرص الاستثمار الحالية على صعيد برنامج الإنفاق الاستثماري والنفط والغاز والمشاريع المشتركة.
وأتى هذا الاجتماع في إطار التواصل مع القطاع الخاص الفرنسي المهتم بالعمل على إعادة تأهيل البنى التحتية في لبنان، لا سيما وأن مؤتمر سيدر يلحظ دورا للقطاع الخاص بحدود 5 إلى 8 مليار دولار على مدى السنوات الثمانية المقبلة.
وزير الخارجية الفرنسي: وظهرا، استقبل الرئيس الحريري في دارته باريس وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان وعرض معه الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وكان الرئيس الحريري وصل إلى قصر الإليزيه في العاشرة والربع بتوقيت باريس، الحادية عشرة والربع بتوقيت بيروت، حيث كان في استقباله الرئيس الفرنسي عند الباحة الخارجية، وأدت له التحية ثلة من حرس الشرف. وأدلى ماكرون ببيان إلى الصحافيين قال فيه: "أرحب بداية برئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري. أنا سعيد للغاية بأن ألقاكم هنا، كصديق قبل كل شيء، في ظرف حساس للبنان، الذي يعلم جيدا أنه يمكنه أن يعتمد على التزام فرنسا تجاهه. والحقيقة أنه خلال مداولاتنا السابقة، أكدنا في اتصالاتنا الهاتفية خلال الأسبوع الماضي حرصنا على أمن واستقرار لبنان. فتبادل إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في نهاية شهر آب المنصرم أثار الخوف من تمدد الصراعات الإقليمية باتجاه لبنان، وتدخلت شخصيا في هذا الوقت لدى مختلف الأطراف لتفادي التصعيد، بالتنسيق الوثيق مع الرئيس الحريري. يبقى اليوم أن يظهر الجميع ضبط نفس كامل.
كذلك أؤكد للرئيس الحريري أن فرنسا ستبقى ملتزمة بأمن واستقرار لبنان، ضمن إطار قوات"اليونيفل"، كما في إطار التعاون الوثيق الذي أطلقته والذي يربطها بالجيش والقوى العسكرية اللبنانية. كما سنثير أيضا الأجندة التنفيذية للالتزامات التي اتخذناها سويا في روما في آذار 2018 لتزويد الجيش اللبناني بالعتاد اللازم.
وأؤكد في النهاية للرئيس الحريري أن فرنسا ملتزمة بالكامل بتطبيق القرارات التي اتخذناها في مؤتمر سيدر بباريس في نيسان 2018. إنها مسألة إعطاء لبنان الوسائل للقيام بالإصلاحات الطموحة لكي يستعيد وضعه الاقتصادي، بدعم شركائه الدوليين، وبثقة كاملة.
فقد تم تخصيص عشرة مليار يورو، وأنا سعيد لكوننا أقمنا اتفاقا مع الحكومة اللبنانية لإطلاقها بأسرع وقت ممكن. آمل في أن يسمح ذلك لمجلس الوزراء ورئيسه أن يتقدما في المشاريع، ولا سيما في قطاع الكهرباء والبنى التحتية والإصلاح الإداري، لما فيه مصلحة مباشرة لجميع اللبنانيين.
كذلك سنبحث في آخر تطورات الوضع في الشرق الأوسط. وفرنسا تقف هنا أيضا إلى جانب لبنان لمواجهة التداعيات الكبيرة للأزمة السورية، كما سنواصل تقديم دعمنا الكامل لملف اللاجئين السوريين، مع مراعاة كاملة لاحتياجات المجتمعات المضيفة. كما ستواصل فرنسا العمل على حل دائم للأزمة السورية يسمح للاجئين بالعودة إلى بلدهم. إنه الهدف الأسمى، ويجب ألا يكون هناك لدى أي طرف سطحية في التفكير بأن هذا الأمر يمكن حله في غضون أسابيع ونسيان الأسباب العميقة خلف هذا النزوح.
أنا أعتمد على التزام الرئيس الحريري في كل من هذه المواضيع، بقدر ما يمكنه أن يعتمد على التزامي، وهو يعرف ذلك. كما سأبقى إلى جانب رئيس الوزراء اللبناني ورئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون ، لنعمل معا من أجل الصداقة التي لا تتزعزع والتي تجمع بلدينا، لكي تسمح للبنان بمواجهة تحدياته المختلفة. ففي مثل هذه الظروف يُعرَف أين هم الأصدقاء. فرنسا هي صديقة لبنان، وأنتم تعرفون ذلك.
الحريري: بدوره ألقى الرئيس الحريري بيانا، قال فيه: "شكراً سيدي الرئيس على ترحيبكم وعلى هذا اللقاء. يشرفني ويسرني كالعادة إن التقي معكم اليوم. إنها فرصة لي لأشكركم، باسم جميع اللبنانيين، على دوركم ودور فرنسا في دعم استقرار وأمن لبنان واقتصاده. هذا الدعم تجلى بشكل واضح مؤخرًا في تمديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان وفي الجهود التي بذلتموها شخصيًا لوقف التصعيد بعد الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق منذ العام 2006 على ضاحية بيروت. ان لبنان ملتزم بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 الذي يحافظ على الهدوء والاستقرار على حدودنا الجنوبية منذ 13 عامًا.
على المستوى الاقتصادي، شرعت حكومتي في الإصلاحات وسأشرح لكم، سيدي الرئيس، كيف ستتم متابعة هذا الجهد خلال السنوات المقبلة. الأمر يتعلق الآن بإطلاق الاستثمارات وآمل في أن أدعو لجنة CEDRE الاستراتيجية إلى الانعقاد في باريس في منتصف تشرين الثاني المقبل. عقدت للتو اجتماعًا ممتازًا مع وزير المالية والاقتصاد الفرنسي برونو لومير وقادة الأعمال الفرنسيين حول المشاريع الاستثمارية في بنيتنا التحتية. وسنناقش معاً بالتأكيد الوضع الإقليمي المقلق وكيفية حماية لبنان. ونحن من جهتنا، نواصل جهودنا لتعزيز مؤسسات الدولة.
في هذا السياق، وقعنا هذا الصباح خطاب نوايا مع حكومتكم بشأن شراء معدات فرنسية لتعزيز قدراتنا الدفاعية والأمنية. سيتم استخدام الجزء الأكبر لتجهيز قواتنا البحرية وتزويدنا بقدرات النقل الجوي البحري. هذا الاستثمار أساسي للبنان لضمان سلامة حقولنا النفطية والغازية البحرية والتنقيب فيها. ان فرنسا تبدي مرة أخرى دعمها من خلال تقديم ضمانها للحصول على قرض بشروط سخية يصل إلى 400 مليون يورو. شكرا لكم مرة أخرى سيدي الرئيس.
في منطقة مشتعلة منذ ما يقارب عقداً من الزمن، كان لبنان مصدرًا نادرًا للأخبار السارة: فالتطرف لم يجد له مكانًا وتم ضمان الاستقرار من خلال إجماع سياسي داخلي، كما أثبت نموذجنا للتعايش والحوار جدارته. أنا واثق اليوم انه مع إصلاحاتنا ومشروعنا لتحديث الاقتصاد والإدارة والبنية التحتية، سيظل لبنان مصدرًا للأخبار السارة، حتى في منطقة صعبة. وهذا بفضل صداقة ودعم فرنسا وصداقتكم ودعمكم سيدي الرئيس. شكرا لكم وتقبلوا صداقتي وامتناني.
محادثات ثنائية: وبعدما أجرى ماكرون والحريري محادثات دامت نحو الساعة ونصف ساعة وتركزت حول التطورات في لبنان والمنطقة وسبل تنفيذ مقررات "سيدر" ودعم الإقتصاد اللبناني، قال الحريري: لقد كان لقاء وديا، وفرنسا تقف دائما إلى جانب لبنان. وتحدثنا في أمور المنطقة، وبموضوع "سيدر" الذي هو الأهم بالنسبة إلينا، خصوصا في الوضع الاقتصادي الذي نواجهه. كما اتفقنا على مزيد من التواصل، لا سيما وأننا أنجزنا لجنة المتابعة، وإن شاء الله سيكون هناك اجتماع آخر لنا في باريس في شهر تشرين الثاني المقبل. الأمور بالنسبة إلى "سيدر" سائرة، وعلينا أن نقوم بالإصلاحات اللازمة والتي ناقشناها في مجلس الوزراء وفي الموازنة أخيراً. هذا الأمر يعطينا جوا إيجابيا بإذن الله لكي تعود الأمور اقتصاديا بشكل تدريجي إلى ما كانت عليه، خصوصا حين يرى العالم أننا نقوم بواجباتنا تجاه اقتصادنا. فنحن لا نستطيع أن نكمل بالطريقة التي كنا نعمل بها. وكان الرئيس الفرنسي حريصا جدا على مساعدة لبنان وعلى استقراره، وهذا أمر مطمئن، وهو مستعد أن يكمل بهذا الاتجاه وأن يساعد لبنان بأي وسيلة ممكنة، والمهم لديه هو أن يكون اللبنانيون والأفرقاء السياسيون حريصين على القيام بالإصلاح. فهذا الإصلاح ليس مطلوبا من أجل الحصول على الأموال، بل لكي نحسن أداء الدولة في لبنان بما فيه مصلحة المواطنين ولكي نحارب الفساد القائم. نحن متفائلون بسيدر، وإن شاء الله نتقدم على هذا الصعيد.
كذلك تحدثنا بالوضع الإقليمي، والرئيس ماكرون يعمل على التهدئة في المنطقة، خصوصا بعد التصعيد الذي حصل مؤخرا".
+ هل الفرنسيون راضون عما يقوم به لبنان حتى الساعة لناحية الإصلاحات والإجراءات أم كانت لديهم ملاحظات؟
ـ بالتأكيد كانت هناك ملاحظات، وقد أخذنا هذه الملاحظات بالاعتبار، لكن المهم هو الإسراع بهذه الإصلاحات، فلم يعد لدينا المزيد من الوقت. ولو قمنا بهذه الإصلاحات قبل تقارير "فتيش" و"أس أند بي" لما كنا اليوم هنا. لذلك يجب ألا نتقاعس أو نتأخر بالإصلاح لأنه يساعد لبنان.
+ ماذا عن الـ400 مليون يورو التي تحدثتم عنها كقرض جديد من فرنسا؟
ـ هي ليست قرضا جديدا، ففي مؤتمر روما كان هناك دعم للجيش اللبناني، ونحن لدينا برنامج بحوالي مليار دولار لتجهيز الجيش اللبناني، وإذا أردنا أن نصرف نحن هذا المبلغ فإنه سيكلفنا نحو 14 أو15% فوائد لكي نسلح أنفسنا بالبواخر التي نحتاجها، كوننا نعمل على موضوع استخراج النفط والغاز في البحر، وبالتالي يجب أن نحمي هذه الصناعات.
من هذا المنطلق، نتفاوض اليوم مع الدولة الفرنسية حول كيفية الحصول على هذا القرض الممتد على مدى 10 أو 15 سنة، للتمكن من شراء هذه البواخر.
+ لكن كان هناك تململ من الجانب الإيطالي؟
ـ كلا ليست هناك مشكلة، إنه الإعلام اللبناني الذي يحب أن "يزكزك فينا".
+ هل تحدثتم عن وضع لبنان في ظل الصراع الأميركي الإيراني بعد أزمة أرامكو؟
أجاب: أزمة أرامكو خطيرة جدا ويجب ألا نستسهل بها، كما يجب ألا نمر عليها مرور الكرام. ما حصل في أرامكو أخذ الأمور إلى مرحلة تصعيدية أكبر بكثير. نتمنى ألا يكون هناك مزيد من التصعيد، والمملكة لها حق الرد بما تراه مناسبا، ففي النهاية، إنه هجوم على أراضيها وعلى سيادتها.
+ هل سيكون هناك دور فرنسي في هذا الإطار؟
ـ بالتأكيد، الدور الفرنسي دائم ومستمر في هذا الموضوع لتخفيض التصعيد الحاصل.
+ كيف كان اجتماعك صباحا مع أصحاب الشركات الفرنسية؟
ـ كان ممتازا، وجميعهم متحمسون للاستثمار في سيدر.
+ زرت في الأمس الرياض، ويحكى عن دعم مالي سعودي للبنان، فهل سمعتم كلاما في هذا الإطار؟
ـ نحن نعمل لعقد اجتماع للجنة العليا السعودية اللبنانية، وقد أنجزنا نحو 19 اتفاقية للتوقيع، كما سنتحدث في كيفية مساعدة المملكة لنا في ما يخص وضعنا المالي. الأهم أنها المرة الأولى التي تعقد فيها لجنة عليا بيننا وبين المملكة العربية السعودية لتوقيع اتفاقيات اقتصادية وتسهيلات بين الدولتين، لكي نتمكن من العمل بطريقة أفضل.
مع وزير المال: وكان الحريري استهل لقاءاته في باريس باجتماع عقده في الثامنة والنصف صباحا بتوقيت فرنسا مع وزير المالية والاقتصاد الفرنسي في مقر وزارة المال، تم خلاله عرض العلاقات الثنائية بين البلدين ولا سيما على الصعيد الاقتصادي وسبل الدعم الفرنسي للبنان.
الشركات الفرنسية: بعد ذلك، التقى الرئيس الحريري أصحاب الشركات الفرنسية الكبرى على فطور عمل، ضم شركاتTotal S.A ، Group ADP – Aéroports De Paris، General Electric France ، Bouygues S.A، CMA CGM Group وSuez S.A. في حضور الوزير لومير، السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه، الموفد الرئاسي الفرنسي المكلف متابعة تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر" السفير بيار دوكان، السفير اللبناني في فرنسا رامي عدوان وعدد من مستشاري الرئيس الحريري.
وخلال الاجتماع، أكد الرئيس الحريري أن على رغم الصعوبات التي يمر فيها لبنان والمنطقة، لا يزال لبنان محطة أساسية للاستثمار داخله وفي محيطه، عارضا مع أصحاب هذه الشركات فرص الاستثمار الحالية على صعيد برنامج الإنفاق الاستثماري والنفط والغاز والمشاريع المشتركة.
وأتى هذا الاجتماع في إطار التواصل مع القطاع الخاص الفرنسي المهتم بالعمل على إعادة تأهيل البنى التحتية في لبنان، لا سيما وأن مؤتمر سيدر يلحظ دورا للقطاع الخاص بحدود 5 إلى 8 مليار دولار على مدى السنوات الثمانية المقبلة.
وزير الخارجية الفرنسي: وظهرا، استقبل الرئيس الحريري في دارته باريس وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان وعرض معه الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.