بالتهديد والوعيد والتجسس يواجه نتنياهو الجنائية الدولية ويتحدى العالم

وال-في عام 1866، نشر الكاتب الروسي "فيودور دوستويفسكي" واحدة من أفضل رواياته تحت عنوان "الجريمة والعقاب". تجلَّت براعة "دوستويفسكي" في هذا العمل، وفق رأي النقاد، في قدرته على تصوير نفسية المجرم/بطل روايته "راسكولينكوف"، بعدما أقدم الأخير على قتل امرأتين، كانت إحداهما موجودة مصادفة في مسرح الجريمة.

لقد صوّر "دوستويفسكي" تردد بطله على مسرح الجريمة وهوسه وشكوكه في كل ما حوله، ورغبته المحمومة في متابعة ما تتداوله التحقيقات عن جريمته، بما أفضى في الأخير، إلى إقراره بالجرم عوضا عن العيش في غابات الشك وثقل الضمير.

ورغم اتسام "راسكولينكوف" -نوعا ما- بضمير حي، على العكس من دولة مثل إسرائيل، فإن الإجرام الذي تمارسه بحسب الكثير من المراقبين، تماما على غرار "راسكولينكوف"، يدفع إسرائيل إلى هوس التحايل على العدالة والتلصص عليها ومحاولة عرقلتها كما أثبتت الوقائع التاريخية.

المجرم والترقب الدائم للعقاب!
تلخص العبارة الأخيرة صراع إسرائيل والمحكمة الجنائية الدولية على مدى عقد كامل. وإذا ما كانت فصوله الحالية تتمثل فيما أعلنته رئيسة الجنائية الدولية، توموكو أكاني، أمام أعضاء المحكمة في لاهاي في الثاني من ديسمبر/كانون الأول الجاري، عن تعرض المحكمة لضغوط تُشكِّل "خطرا وجوديا" عليها، وإعرابها عن قلقها من مواجهة أعضاء الهيئة القضائية "تدابير قسرية وتهديدات وضغوطا وأعمالا تخريبية"، منذ إصدارها مذكرات الاعتقال بحق كلٍّ من رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" ووزير دفاعه السابق "يوآف غالانت".