تقرير اليوم
وال-واحدة من الطرق البسيطة لمعرفة حقيقة الانقسام في لبنان، هي في الإجابة على سؤال مباشر: من ابتهج ومن غضب عند استشهاد القائد الأممي السيد حسن نصرالله؟
دعونا من التقية التي تشكل أسلوباً مشتركاً عند اللبنانيين في حديثهم عن القضايا الخلافية. ودعونا من الجانب الإنساني الموجود حتماً في قلوب البسطاء من الناس. ولنذهب إلى من يملك التأثير على مجريات الأمور، وإلى العقل الذي يتحكّم بأداء المرجعيات.
كل خصوم المقاومة في لبنان والمنطقة لن يكونوا غاضبين إن هي تعرّضت لهزيمة على يد إسرائيل. أصلاً، جرّب كل هؤلاء حظهم معها، وبأساليب مختلفة، وفشلوا في تحقيق مرادهم. لكنهم تجمّعوا كلهم اليوم، حيث تُشن هذه الحرب من قبل تحالف وثيق، (وليس تقاطع مصالح)، بين كل الداعين إلى نزع سلاح المقاومة، وآلة القتل الإسرائيلية بقيادة العدو الأميركي. وهدف هؤلاء ليس نزع السلاح فقط، بل نزع الروح من حامليه إن أمكن لهم ذلك.
ولأن المعركة بهذا الوضوح، لم يعد بالإمكان الحديث عن الولايات المتحدة إلا بوصفها عدواً. وعندما نقول العدو الأميركي، فلأننا نعي ما تقوم به من جهة، ولأننا لن نقبل بعد اليوم بتصنيفها صديقة للبنان. ومن يريد التعامل معها كأمر واقع، فهو حر في قناعاته وخياراته. لكنه لن يتمكن من حجب الحقيقة الواضحة حول شراكتها الكاملة في الجريمة المفتوحة، من غزة حيث تدمر الإبادة كل أدوات حياة الفلسطينيين هناك، ...